19 ديسمبر، 2024 10:36 م

هدم: حطمَ , نقضَ , أسقطَ
الهدمية من الهدم , منهج سلوكي متجذر فينا ونمارسه يوميا وبموجبه يشيع الخراب والدمار , فنهدم البناء المادي والمعنوي , وننقض ما هو قائم وفاعل في الحياة , ولا نأتي بما يوازيه أو يتقدم عليه , ونأنس بالخراب والحطام والأنقاض , التي هي خلاصة إنجازاتنا.
لو نظرتم إلى مدننا وكيف توسعت , لتبين لكم أنها هدمت ما كان قائما من شواهد حضارية وتأريخية ,
فبدلا من التفكير بالحفاظ على ما هو قائم وبناء الجديد , نندفع نحو الهدم , وهدمنا أضعاف بنائنا , بينما دول العالم تحافظ على الائم وتبني ما يتكاتف معه ويصونه.
ومنهج الهدم يسري في سلوكنا ويتوطننا , وكأننا تمترسنا في خنادق الهدم والتخريب.
تأملوا أنظمة الحكم في مجتمعاتنا , ستجدون شرعها الهدم , فالنظام اللاحق يهدم ويمحق ما أقامه النظام السابق , وهكذا دواليك , ولهذا تعيش مجتمعاتنا في مراوحة إستنقاعية مريرة لا تسمح بالحركة إلى أمام.
وكل مسؤول عندما يتسنم منصبه يشرع بهدم ما بناه سابقه , ولا يفكر في البناء عليه , والإنطلاق منه وتطوير مؤسسته والأخذ بها إلى آفاق العصر , بل لا بد له أن يهدم ويهدم , وقد تنتهي فترته وهو لا يزال منهمكا بالهدم.
وتجدون بعض المجتمعات قد تسلمت فيها الحكم فئات , لا تعرف غير الهدم , وما تمكنت من بناء ذي قيمة ومنفعة وطنية.
فهل من قدرة على التحرر من هذا البلاء السلوكي الوبائي الخطير الذي يعصف بالأجيال؟
ولماذا لا تفكر بالبناء قبل الهدم , ولماذا لا نُعْمِل عقولنا , ونبتكر ما يميزنا ويُظهر جوهرنا الحضاري؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات