23 ديسمبر، 2024 12:35 ص

النهب المشرعن دوليا!!

النهب المشرعن دوليا!!

الدول التي تسمي نفسها ديمقراطية وحريصة على حقوق الإنسان , وتدّعي ما تدّعيه من المُثل والقيم السامية , تسمح لسرّاق الشعوب بإيداع ما يسرقونه في مصارفها , وتساعدهم على الإستثمار في ديارها , وكمواطن من أي بلد لو نقلتَ إليهم بضعة آلاف من مالكَ الخاص لتعرّضتَ لألف سؤال وسؤال , ولوضعوكَ على قائمة المراقبة والمتابعة.
ملايين بل مليارات تنقل من البلدان المُبتلاة بالسرّاق المتسلطين عليها , وبإنسيابية وأمان إلى المصارف الأجنبية , وبين فينة وأخرى , وكأن البشر أغبياء لا يعرفون هذه اللعبة السيئة , يخرجون علينا بإتهام فلان وعلان بأن لديه كذا ملايين مصمّدة في مصارفنا العفيفة النزيهة , وما يذكرون كيف تم جلب هذه الأموال الطائلة , ومَن الذي سمح بنقلها من البلدان المسروقة منها؟
فالدول القوية فيها مليارات من أموال الشعوب المحكومة بالممعنين بأخذ أموال الشعب ودفنها في المصارف العالمية , ويشترون بها العقارات ويتصرفون وكأنهم الملوك والأمراء وأصحاب السيادة والسمو , ولكل منهم قصره الباذخ وعقاراته الفارهة في شوارع الدنيا الكبيرة المشهورة , وأبناء الوطن المنهوب يقاسون ويعتاشون على النفايات , ولا يجدون أبسط مقومات الرعاية الصحية ومفردات حقوق الإنسان.
ومنظمات الدنيا لا ترى ولا تسمع , والأمم المتحدة لا تعلم ولا تفهم , وقادة الدول الديمقراطية يهمهم مصالحهم وحسب , ويرون أن الأموال تنهب برضاء الشعوب التي إنتخبت السرّاق وولتهم عليها . وكأن الديمقراطية المزعومة للنهب وحسب.
والشعب في أنين , وإن نطق معبّرا عن رأيه وحقوقه , قتلوه وسجنوه وعذبوه , وقالوا الفاعل مجهول إبن مجهول , وحقوقه تهدر وأمواله يتصرف بها الذين لا يرحمون , وبأوجاع الآخرين يتلذذون ويتمتعون.
فمن المسؤول؟
ولماذا ترعى الدول القوية سرّاق أوطانهم ؟
إنها دول تتكلم عن القيم وحقوق الإنسان , وتؤمّن للسراق حقوقهم وتستثمر في أموالهم , وتشجعهم على المزيد من السرقات , من أموال أوطانهم وحقوق شعوبهم المفجوعة بهم.
وأصبحت السرقات فخر ومهارة وجاه وقوة , ووسيلة للتواصل مع الأجنبي المتأهب لإستقبال الملايين وإيداعها في مصارفه , السعيدة بوفرة رأس المال الوافد إليها بحرية من بلاد الوجيع والأنين المبين.
فاملأ خزائن مَصارفي وافعل ما تشاء أيّها السيد السارق الفتان!!