23 ديسمبر، 2024 8:47 م

النفوذ الإسرائيلي في العراق خطر على أمنه وتهديد لشعوب المنطقة

النفوذ الإسرائيلي في العراق خطر على أمنه وتهديد لشعوب المنطقة

إسرائيل تعتبر نفسها في حالة حرب مع إيران وكذلك تعتبر أيران إسرائيل عدوً لدود لها. وبحكم ذلك تسعى إسرائيل لأن يكون لها موقع قدم قريب من إيران لكي تتمكن من التجسس عليه و محاولة التأئير على وضعه الأمني و بلبلته. فحزب الله الموالي لإيران لديه أيضاً مواقع على الحدود الإسرائيلية.
هذه أمور متعارف عليها في عالم السياسة وليست سراً أو إكتشاف جديد. وكذلك ليس هو جديد على القارىء الكريم ماهي إسرائيل وماهي سياستها العنصرية و ظلمها للشعب الفلسطيني المغلوب على أمره.
تنتشر المخابرات الإسرائيلة حالياً بشكل واسع في المحافظات الكردية و بعض المناطق العراقية الأخرى التي للأكراد نفوذ فيها. لقد أثير موضوع التعاون والتنسيق بين مخابرات رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرازاني و بين المخابرات الإسرائيلية مرات عديدة وتم محاصرته و التعتيم عليه بفضل الإعلام المتنفذ في المنطقة وفي العراق.
ضل هذا الأمر سراً مفضوح للسنوات الماضية، لايتجرء أحد الإشارة له خوفاً من بطش المخابرات الكردية الموالية للبرازاني. لكن الأحداث الأخيرة التي صاحبت إحتلال الموصل وكركوك وتكريت ومناطق أخرى قد سلطت الضوء على هذه العلاقة أو التحالف الستراتيجي بين المخابرات الإسرائيلية و مخابرات البرازاني ، حسبما وصفه الرئيس الأسرائيلي شمعون بيريس، وأشار أليه الإعلام الإسرائيلي.
أصبح لإسرائيل بفضل هذا التعاون الستراتيجي مع السيد مسعود البرازاني مواقع متقدمة على الحدود الإيرانية تمكنها من التجسس عليه وربما التدخل بشؤونه عن طريق دعم المعارضة الإيراانية المسلحة.
المخابرات الأيرانية من جانبها تراقب النفوذ الإسرائيلي في العراق بحذر كبير فلديها هي الأخرى أجهزة تجسس مضاد منتشرة في عموم العراق. لم تجري لحد الآن مواجهات علنية بينها وبين المخابرات الإسرائيلية في العراق أو ربما لم يشير الى ذلك الإعلام ، الذي أصبح الجزء الأكبر منه شريك في المعارك الدائرة، لكي لا تحرج هذه الإشارة حلفاء البرازاني في سعيهم للإطاحة بالمالكي. ولا أضن أن أيران تستطيع السكوت طويلاً على هذه التهديدات التي تجري على حدودها الشمالية-الغربية. لأن ذلك يشكل تهديد مباشر لأمنها و إستقرارها.
ومما لا شك فيه هو أن النفوذ الإسرائيلي في العراق يشكل خطراً كبيراً ليس فقط على إيران ، بل على كافة شعوب المنطقة  وبالأخص على العراق،لأن سياسة السيد مسعود البرازاني حولت العراق الى أرض للمعركة بين قوى إقليمية عديدة  سيكون ضحياتها الأولى العراقين بشكل عام وسنة وأكراد العراق بشكل خاص لأنهم يقطنون مناطق الصراع الدائر.
هذه الأمور أحرجت حلفاء البرازاني الذين لا زالوا يفضلون الصمت على النفوذ الإسرائيلي في العراق، لكي لا يضحوا بتحالفهم معه . ولأن البرازاني هو حليف مهم في السعي لإسقاط حكومة المالكي لذلك نرى العديد من ساسة العراق و شحصياته المهمة يغضون الطرف عن هذا التحالف و التعاون المشترك بين المخابرات الإسرائيلية و البرازاني.
حتى أن بعض القوى الشيعية التي تصرح رسمياً بإنها ضد النفوذ الإسرائيلي في العراق تجدها تغض الطرف عن التحالف بين البرازاني والمخابرات الإسرائيلية والتهديد الذي تشكلها هذه العلاقة على العراق و على شعوب المنطقة، لأنها لا زالت تعتبر البرازاني حليفها المهم.
أعتقد أن على القوى السياسية العراقية و بشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردستاني و حلفائه في العملية السياسية إعادة النضر بهذا الموضوع و الإنتباه لخطر إسرائيل، لأنها ليست حليف لأحد وستغدر بهم عندما تقتضي مصلحتها ذلك.