النضيدة: ما حشي من المتاع , الوسادة , والجمع : نضائد
ويذكّر معناها بالمفردات التالية , ” حشو , محشاة , حشوة , دولمة , شيخ محشي , الحشوة , بشتاوة , بشتي , بشتية , محشش”. إنها تداعيات عصف.
ولنعد إلى النضيدة , التي إستحضرتها كلمة قصيدة.
فقصائد اليوم نضائد , وأحشها بما شئت : (ريش وقطن , صوف وغيره , وفي اللهجة العامية تسمى ” مخدة ” أو ” وسادة”).
عندما نقرأ النصوص المسماة قصائد , يبدو الحشو واضحا ومتنوعا , المهم أن إسمها ” قصيدة ” فاحشوها بما شئت فلن يتغير إسمها أو يتأثر شكلها.
ترى من يقرأ هذه النضائد ” القصائد”؟
وهل ستعيش أطول من عمر أصحابها؟
ما أن تتشقق الوسادة سيتناثر حشوها , ويتطاير ما فيها ولابد من سلة مهملات لإحتوائه.
نضائد كبيرة تضمها ” دواوين” , لا تحصى ولا تعد , ولا مَن يقترب منها , والمطبوع بضعة عشرات , والمبيوع صفر , ومعظمها للإهداء.
العقل المعاصر والنفس الجديدة , تبحثان عن جوهر , لأن العقول تفعّلت وتفاعلت , وإرتقى البشر لمرتبة كوكبية غير مسبوقة , حفزت عُصيبات دماغة , وأملت عليه التفاعل الواعي المستنير.
فالقارئ يبحث عمّا يغنيه عن المبتذلات , يريد أصيلا , ووليدا سليما , ولا يتفاعل مع الإبداع الخديج , والنشر في أروقة الضياع والهوان.
الأمة ذات جوهر أصيل وعريق , لا يحتضن ما يدين زمان وجودها القويم.
إنها فعل ساطع منير لا قول باهت ذليل.
د-صادق السامرائي