23 ديسمبر، 2024 3:44 ص

الناس اجناس والود في التعامل هو الاساس

الناس اجناس والود في التعامل هو الاساس

على المرء الا يتسرع في اتخاذ القرارات والاجراءات عندما يكون في اجواء غير اجواء ثقافته وعندما يتفاعل مع اناس من غير جنسه من الرجال والنساء جمعته الصدفة معهم حيث يقول المثل العربي يا غريب كن اديب. عند ما يكون المرء في بيئة تجمع اجناس مختلقة من البشر لا بد من تنازلات ثقافية من قبل طرفي عملية التواصل ولا تجعلوا معايير ثقافة معينة هي الاساس
كان كاظم ابو جواد يجلس في الطائرة مسافر الى بلد اوربي وبجانبه رجل الماني وكان الرجل الالماني جالسا واضعا ساقه اليمنى على فخذ الساق اليسرى وصفحة حذاءه باتجاه ابو جواد. امتعض ابو جواد وكاد يركل الالماني لأنه اهانه غير اراديا بطريقة الجلوس حسب اعراف ثقافة ابو جواد. ولم يحدث التصادم الجسدي لتدخل بعض الاصدقاء وشرح الامر لأبو جواد.
الثقافة كمفهوم لا تعني فقط اكتساب معلومات ومعارف واتقان لغات ومهارات وممارسة كل ذلك في بيئة ما ولكن تعني ايضا ما تربى عليه الفرد وتعود وتطبع في بيئة من بيئات المجتمعات المختلفة. والاتصال هو عملية ذات مراحل تبدأ بالمرسل وتنتهي بالمتلقي وكيفية الرد و المتعلقات الاخرى. اما الخطاب فهو نوع ونبرة ما يتكلم ويتصرف به الناس عادة في بيئة معينة وزمن معين. والتصادم بكل انواعه حتى الجسدي منه هو تعبير عن عدم رضا احد اطراف عملية التواصل كما حدث للرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن عند قذف احد الصحافين العراقيين بحذائه عليه في مؤتمر صحفي
فعندما ينتقل المرء الى بيئة مجتمع اخر غير مجتمعه تتصادم بعض من وطباعه ومعارفه مع واقع ذلك المجتمع وتظهر له ردود افعال مستهجنة مما يؤدي الى انقطاع الاتصال وتبادل التهم والنصائح في احسن الاحوال
فمثلا ما اعتاد عليه الرجل الشرقي المتزوج في مجتمعه ان ينادى من طرف ابنه وابنته باستخدام لفظ الابوة “بابا ” دلالة على تغير وضعه الاجتماعي من زوج الى اب وهو نوع من انواع التطور الطبيعي (Evolution ) والترقي مما يكسب كلمة بابا عند الرجل الشرقي مفهوم يدل على المكانة والانجاز والمسئولية والاحترام,
على العكس من ذلك في المجتمعات الغربية ينادى رب الاسرة من قبل ابناءه في اغلب الاحيان باسمه الاول دون الاشارة الى لفظ ال (بابا) الذي يدل على التطور والرقي عند الرجل الشرقي. فعندما يسمعها الرجل الشرقي لاول مرة يظن انها حالة خاصة تستحق التدخل والتغيير واحيانا كثيرة الاستهجان ودليل على قلة الاحترام وبمرور الزمن يدرك هذا الشرقي ان الامر ليس كما هو الحال في مجتمعه.
وبالمقابل في المجتمع الشرقي للجلوس مع الجماعة له تقاليده واعرافه فمثلا عندما يجلس الرجل كما ذكرت سابقا جنب احداهم عليه عدم وضع احد ساقيه فوق الاخرى وجعل اسفل حذاءه في وجه جليسه. لان الحذاء والكلب في كل المجتمعات هي رموز
للحقارة والاستهانة خاصة اذا وظفت بقصد او غير قصد وافضل الادلة على ذلك عندما خلع نيكيتو خروشوف السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي السابق في الامم المتحدة حذاءه وضرب به الطاولة امامه عندما اراد بذلك من الاعضاء الاستماع الى راي الاتحاد السوفياتي آنذاك في احد الامور . اما ادأب الجلوس في المجتمعات الشرقية تستوجب الحذر الشديد في الاستخدام. الرجل الغربي عليه الحذر عند مجالسة الرجل الشرقي.
امثلة تصادم الثقافات كثيرة فأفراد كل مجتمعات من مجتمعات الكون تعطي قيما مختلفة او متعاكسة للأفعال والممارسات .ولما اصبحت المجتمعات تتفاعل وتتبادل في كل المجالات كثرت التصادمات الثقافية . فبالإضافة الى اختلاف قيم الممارسات والافعال ايضا هناك خيارات تفسير اللغة. حيث لغويا لكل خطاب عدة تفسيرات وتكون التفسيرات لدى المتلقي بين الجيد والسيء احيانا ولظرف ما يقوم المتلقي بانتقاء التفسير السيء للخطاب ويترك الخيارات الاخرى او لا يفترض حسن النية.
فمثلا عندما يدعوك صديق لوجبة ما لها اسم غير مناسب في خطابك في مجتمعك الشرقي مثلا تثور ثائرتك وتزبد وترعد وتعتبر نفسك مهان وذلك لسبب بسيط جدا وهو اختيارك التفسير الأسواء لمفردات خطاب الدعوة
من كل هذا يمكن ان نستخلص ان عدم تشابه الثقافات في التواصل بين افراد من مجتمعات مختلفة يقود الى انواع من التصادم الذي يتوجب معالجتها بالصبر والتاني وادارك ضرورة الاختلاف وعدم التسرع في اتخاذ الاجراءات