23 نوفمبر، 2024 11:56 م
Search
Close this search box.

المُستَعمِر حُر!!

مَن يرى أن دول الأمة حرة وذات سيادة عليه أن يأتينا بدليل , وبخبر يقين!!
دولنا مرهونة بقوى عالمية وإقليمية , ولا تحيص ولا تفيص , إلا بسلطان من سيد مُطاع , وغاصب شجاع , فكلها مٌباع , في مزادات الإنقضاض عليها بأنواع الضباع!!
دول مكفخة , تنفذ أوامر الطامعين فيها , والساعين لإنهاكها بالصراعات البينية , والأضاليل الدينية , فتحولت إلى موجودات منخورة بجراثيم الغفلة والتجهيل والتمزيق والتنكيل , وهي صاغرة تتوسل أعداءها أن يكونوا عونا لها على جيرانها.
دول تتحالف مع المفترسين لها لإفتراس دول أمة أخرى تحسبها ضدها , وهذا ما جرى في ربوعها منذ نهايات القرن العشرين , ويبرز بوضوح سافر في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , وما يجري من أحداث وتفاعلات معاصرة يقدم الأدلة والبراهين , على أنها مُخنّعة , وتنفذ أوامر غيرها بلا تردد وخجل , فالمهم أن يستمر المتسلطون فيها لفترات أطول في السلطة , وهم يعرفون بأنهم باقون إلى حين إنتهاء مهامهم , وأكثرهم يقدمون أرقى الخدمات بموجب مناهج ” سعيد مَن إكتفى بغيره”!!
الذين يتكلمون عن السيادة والحرية والكرامة , يعمهون في دياجير الغابرات , ولا يرون الواقع بعيون مبصرات , فلا يوجد تفسير لدول ثرية وشعوبها مستلبة مقهورة , إلا أن أنظمة حكمها تؤدي دور الوكلاء للقابضين على ثروات البلاد ومصير العباد.
فكيف تفسرون النهب الملياري , ونقل الأموال إلى بنوك الدول القوية , إن لم يكن ذلك مؤيَّد ومبارك من قبلها , وأنت المواطن المسكين لا يمكنك أن تحرك بضعة مئات من الأموال دون سلسلة من الإجراءات المعقدة وربما الإتهامات الجائرة.
إنها أسئلة بسيطة واضحة , وأجوبتها جلية لا تحتاج إلى بحث وذكاء , بل هي بديهيات أمور.
كيف تنقل المليارات من بلد منكوب إلى دول ثرية؟
كيف يعم الفساد ويتسيّد , وتتحكم العصابات بمصير البلاد والحكومات لاهية ولا يعنيها الأمر؟
المهم الغنائم المؤزرة بأنياب المفترسين , ومخالب الطامعين , ولابد من إمتطاء الدين لتمرير المآثم والخطايا وبه تستعين!!
فقل زهق الحق وإن الحق لزهوق , ما دام الدين فتاوى وعقوق!!
وعاش المستعمر الفتان!!
و”متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”؟!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات