23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

الموصل ….. مدينة للاشباح في ظل راية داعش

الموصل ….. مدينة للاشباح في ظل راية داعش

سقطت الموصل وسقطت معها كل القيم والمبادىء الانسانية والسياسية والفكرية بعدما استولى عليها تنظيم دولة الخرافة ( داعش ) فالارهاب لا يصنف ضمن خانة الدين والطائفة والقومية وبهذا يكون داعش خارج سرب الحضارة البشرية فأينما حل حلت الكوارث والمصائب بداية بالقتل وسفك الدماء مرورا بأختطاف الحرائر واغتصابهن وبيعهن في سوق العبيد وصولا الى حرق البيوت وتهجير ساكنيها ولم تبقى هذه السلوكيات الهيستيرية ضمن هذه الحدود بل تبعتها اعمال وحشية لا تقل غرابة عن ما سبق فيقف العقل البشري عن تحليلها وتفسيرها لما تحمله من الم ووجع وحزن…..
لهذا تحولت الموصل هذه المدينة الحرة الجميلة بمعالمها والانيقة بتراثها والساحرة بحضارتها بين ليلة وضحاها الى سبية بيد اخطر تنظيم ارهابي على وجه الارض وفقدت جمالها وسحرها وقيمها ومبادئها التي لطالما كانت حاضرة بقوة على واجهة الاحداث العالمية باعتبارها احدى مدن التراث والحضارة والفكر والمعرفة وفقدت شعاعها وبريقها بفعل احتلالها من قبل عصابات داعش الارهابية التي ما انتظرت قيد انملة وبدأت بمحو هويتها التأريخية وجعلها مقاطعة يترعرع فيها الفكر التكفيري الذي يحمل التعصب والاجرام والقوانين الشيطانية التي لم تألفها امم الارض بجميع مكوناتها وفئاتها وطبقاتها 
اليوم اصبحت الموصل مدينة للاشباح يترنح بين ازقتها ودروبها حملة راية الموت اناس لا يمكن اعتبارهم بشر ولا يمكن تصنيفهم كحيوانات فحتى الحيوانات التي خلقها الباري عز وجل تحمل العطف والرحمة والوفاء لبني البشرعلى عكس هؤلاء الحفاة بقيمهم الشيطانية والعراة بأفكارهم التكفيرية والمسحوقين بنهجهم وسلوكهم الوحشي …..
فالموصل اليوم وبعد مرور عامين تعاني كثيرا بسبب داء داعش السرطاني الذي استشرى في جسدها وهي بحاجة الى العلاج والدواء لكي تتطهر من هذا المرض القذر الذي بات وحشا مفترسا ينهش في جلدها ويقطع اوصالها وهذا لن يتم سوى بتوحيد الجهود وشد الهمم وتكثيف العمل الوطني الجماعي من كافة اطياف الشعب العراقي لكي تتحرر من هذه الحقبة السوداء التي مرت بها فمن بقي فيها من سكانها وابناءها بحاجة الى توحيد صفوفهم لكي يقوموا بثورة داخلية تجتاح اوهام وخزعبلات دولة الخرافة ( داعش ) وفي نفس الوقت يجب على حكومة العراق ان تضحي بالغالي والنفيس من اجل ارجاع هذه المدينة المستباحة بدماء الابرياء مثلما حدث في باقي المناطق التي استولت عليها عصابات داعش الاجرامية وتم تطهيرها بقوة الحديد والنار من قبل رجال الامة الكوردية قوات البيشمركة البطلة التي قدمت كل التضحيات في سبيل ان تتحرر كل بقعة من اراضي كوردستان بداية بسنجار الشهيدة وزمار الجريحة وصولا الى كل القرى والاقضية والنواحي في سهل نينوى التي ما لبثت وان قامت جحافل البيشمركة الباسلة بتخليصها من جرثومة العصر داعش وقامت على مدار الساعة منذ احتلال الموصل بعملياتها العسكرية وعلى كافة المحاور والجبهات بأرسال اسراب داعش الوحشية الى جهنم برصاص ونار وعزيمة الامة الكوردية الخالدة ……
لكن سيزول الظلام قريبا عن مدينة الموصل وستتحرر كل بوصة من ارضها وسيرجع سكانها وابناءها الى حضنها وسيحاكم كل من مد داعش بالمال وتعاطف معهم وساعدهم ووقف معهم ضد كل معاني الانسانية والحضارة وستطوى هذه الصفحة السوداء الملطخة بالدم والحرق والاغتصاب والتهجير وستنتهي دولة داعش الوهمية وسيرسل هؤلاء المرتزقة والقتلة المأجورين الى جهنم بصحبة فكرهم التكفيري وعقيدتهم الشيطانية …..