عندما تستمع لخطاب المالكيون، وهم يسردون خدعة سنة 2010 والتي عزفوا من خلالها على وتر الطائفية، بغية الحصول على عدد من الاصوات التي تؤهلهم للتشبث بالسلطة، ينتابك موجة من التساؤلات، أيقبل العراقيون بدولة القانون مجدداً؟ وهل ستنطلي خدع المالكيون على الشعب العراقي مرة اخرى؟
أجابة تلك الأسئلة ربما تنضوي تحت عبارة “إذا جاء القدر عمي السمع والبصر”
العراق يترقب مطلع شهر نيسان من عام 2014 انتخابات مجلس النواب، والتي ستحدد مستقبل العراق لربع قرن -لو هرة لو ورة- والمواطن العراقي يستمع لخطاب الكتل السياسية، ويصنف تلك الخطابات الى صنفين خطاب طائفي، وآخر وطني.
نعم ان السواد الأعظم في العراق هم الشيعة، لكن هل ذلك السواد، يعطي الحق بأن يهمش السنة والكورد والاشورين والايزيدين والمسيحين والصابئة؟ المستمع لخطاب المالكيون يرى انه طائفي وحسبكم انسحاب عراب دولة القانون عزت الشابندر، والذي اوعز سبب انسحابه الى خطاب المالكي الطائفي، حين اشاد بخطاب كتلتي المواطن والاحرار الوطني.
دولة القانون، ستكون احد الكتل المتنافسة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، ولهم مؤهلات كثير تجعلهم الخاسر الاكبر في الملحمة الانتخابية، ومن تلك المؤهلات التهميش والاقصاء ونقض العهود، والتعنت بمطالب عالية السقوف، ناهيك عن برنامجهم الانتخابي الزائف، فهو عبارة عن مجموعة من الكلمات تطبع دون أن تنفذ، وهذا ما اثبتته السنوات الثمان المنصرمة.
كتلة الاحرار هي الاخرى ستشارك الملحمة الانتخابية، وحظوظها تكاد تكون افضل من دولة القانون، على الرغم من امتلاكها ست وزارات بالاصالة ووزارتي المالية والتخطيط بالوكالة، نعم انجازها دون مستوى الطموح لكن الشارع يقبل الصدريين اكثر من المالكيين.
كتلة المواطن هي الرابح الاكبر في هذه الملحمة الانتخابية، فما حققته من انتصارات في مجالس المحافظات، كانت رسالة يوجهها اصحاب الراية الصفراء لباقي الكتل السياسية،عنوانها لا خيار الا العودة، وربما هم الاوفر حظا ً كونهم غير مجربين، والشعب العراقي عازم على تجربة من لم يجربوه من قبل، سيما وخطاب زعيمهم الشاب، ينسجم مع السواد الاعظم للعراقيين، يراه الكثير انه خطاب وطني يقف على مسافة واحدة من جميع مكونات الامة العراقية، ويعطي كل ذي حق حقه.
يتضح من هذا العرض ان مضمار السباق الانتخابي، سيفوز من خلاله من يتمتع بأسلوب حواري، ويحمل فكر سياسي، لكن هناك توجس من فئة لا تزال غير واعية لخطورة المرحلة، وضرورة التغيير، عبر ثورة الاصابع البنفسجية، وتلك الفئة قد تدفع بأطراف سلطوية إلى الجمود على آراء لا تناسب المرحلة، ولها المصلحة بمقاطعة الانتخابات ليبقى المالكيون جاثمين على صدورنا.