18 ديسمبر، 2024 11:40 م

المعنى في قلب الشاعر!!

المعنى في قلب الشاعر!!

ما يُنشر على أنه شعر , ينطبق عليه القول : ” المعنى في قلب الشاعر” , وأي قلبٍ هذا الذي يستوعب المعاني الخفية المدغمة الغامضة , إنها ستصيبه بأمراض لا تعد ولا تحصى , سواء كان القلب في الرأس أو في الصدر.

نعم ” المعنى في قلب الشاعر” , ويُسمى الشعر شعرا عندمايتحلى بهذه السمة القديمة الحديثة , فلكي نجدد ونعاصر ونواكب , علينا أن نرفعها لافتات!!

هكذا هو مفهوم الشعر النخبوي البعيد عن الواقع , المستصغر للجماهير , والذي يأنف أن يكون مَن يقرأه من عامة الناس.

إنه الشعر المتكبر المتغطرس النرجسي المتضخم البالوني الطباع والتوجهات , فهو يُكتَب للذي يتوهم أنه يكتب شعرا , ولا يعنيه الآخرين , فيفرغ ما في حعبته الإنفعالية من نبضات مضطربة على سطور تنهكها الكلمات وتهينها العبارات , وتصيبها بصداع شديد الأحرف والنقاط والإشارات , أما الغموض فيهلكها والإدغام يكبلها بأصفاد الوجيع.

وهذا ما نقراه ولا نحفظ منه كلمة واحدة , ولا نستلهم فكرة تفيدنا وتزيد من وعينا وإدراكنا.

إنه النثر المصاب بأدواء القادم من بلاد الآخرين , والبعيد عن نبض الشارع , وصوت الإنسان المعاني فوق التراب المعفر بالدماء والدموع , والمنقطع عن الفضاء المزدحم بالآهات والحسرات.

إنه كلام فوق سطح القمر!!

وإن تساءلت أين الشعر , قالوا أنت من أبناء الماضيات , وما تساءلوا هل لما يُكتب على أنه شعر حياة؟

ألف ديوان وديوان تلفى في سلال المهملات!!

بعضهم أحصى الكتب التي رميت في سلال المهملات من معرض مجاني للكتاب , فوجدها كتب شعر , فلماذا نهين الشعر ؟!!

ولماذا نتشاعر وما نحن من أبناء الشعر؟!!

وهل كل مَن ينشر ما يسميه قصائد بشاعر؟!!

إن المسميات كيفية , وكل بما يراه سيد وأمير وسلطان زمانه , وفارس دنياه!!

وليفرح كلٌّ بليلاه , فارحموا الشعر ولا تقتلوا فحواه!!