23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

المعري يكره المرأة، ويفتتن بها، ويجلُّ أمه…حواري معه، وأنتم الحاكمون!

المعري يكره المرأة، ويفتتن بها، ويجلُّ أمه…حواري معه، وأنتم الحاكمون!

1 – تمهيد
أبو العلاء المعري لتفلسفه لا لفلسفته، ولتطبعه لا لطبعه، ولعُقده لا لفكره، ولعصره لا لدهره جعلته أن يحطّ من منزلة المرأة !!
ففي الوقت الذي يجلّ أمّه ويقّدسها في رثائه الإنساني الحق لها :
سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ **وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ
وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ ** يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي
وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني ** بلَفْظٍ ســـالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ
على حين يقول عن المرأة :
أشْدُدْ يدَيْكَ بما أقـو*** لُ،فقَولُ بعضِ النّاسِ دُرُّ
لا تَدنُوَنّ مِنَ النّسـا **** ءِ، فإنّ غِبّ الأرْيِ مُرّ
والباءُ مثلُ البَاء، تَخـ *** ـفِضُ للدّناءَةِ أوْ تَجُرّ
سَلِّ الفؤادَ عن الـحَيا **** ةِ، فإنّــها شَــرٌّ وشُرّ
العقل الجمعي يجب تصحيح مساره لبقاء الأمة في صراعها، ولتقدمها، ولمصلحة الأجيال، وإلا ستبقى أمتنا : يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ …!!
2 – المقدمة:
عالم النفس فرويد يعتقد أن الطاقة الجنسية الفائضة والكامنة لدى الفنانين والشعراء والمفكرين والناس أجمعين ، يمكن أن تتحول إلى نتاج إبداعي فني أو شعري أو فكري أو عضلي ، ومن هذا الإبداع الشعري الغزل والنسيب والتشبب ،إذ تعبر عن كل ما هو مجبول بطبع البشر، وعلاقة الذكر بالأنثى ، أو الأنثى بالذكر، يتلاقفه هذا الناس بكثير من مراتب الحب طبعاً، والهوى نفساً والعشق تأكداً مقروناً بلذة ، وأين عن طينتنا نعدي، و ما عدا ذلك يأتي من باب التصنع الكاذب ، أو التكلف المنافق ، وفي أحسن ألأحوال يمكن أن يُردّ للعجز الزاهد ، أو الزهد العاقل الذائب بالذات الإلهية بعد المعرفة المتأكدة الحقيقية كرد فعل للملذات الطبيعية المنطلقة تهتكاً ومجوناً وخلاعةً وعبثاً !!ويذهب الإمام الغزالي في معرض تعريفه للعشق الإلهي أنّ ” المحبة إذا تأكدت سُميت عشقًا ، فلا معنى للعشق إلا محبة مؤكدة مفرطة ” ،والعرب تفننوا في مجال تقديسهم لامرأتهم سواء على مستوى عشق الزوجة أو الحبيبة ، أوحبّ الأم أوالأخت أوالابنة، وجعلوا للعشق مقامات كالشغف واللوعة والصبابة والشوق والتبل والوصب والهيام والتتيم و الوله ، وسار على مسارهم أصحاب العشق الإلهي الصافي من اللذة ، كما يزعمون ! ولله في خلقه شؤون .
على مهلك عليّ ، فكرة تستوجب التأمل الجريء ، والقول الصريح ، بلا عقل جمعي قد هيمن عليه الأوائل ، ما بين عاجز ومخاتل ، وعالم وجاهل ، ومتهتك ومتصوف،ولقد جرّنا هذا التناقض الرهيب بين التزهد حتى التصوف المختلق ،يقول أبو العلاء عن هذه الخزعبلات المتصوفة برقصها وهزّاتها:
أرى جيلَ التصوف شرَّ جيلٍ *** فقل لهمُ وأَهْوِن بالحلولِ
أقالَ الله حين عبدتموه *** كلوا أكلَ البهـائم وارقصوا لي؟!!
وبين الطبع الجارف من التهتك والخلاعة والمجون بدون قيود،ولا حدود،يقول مطيع بن إياس :
اخلع عذارك في الهوى *** واشرب معتقة الدنــــان
وصل القبيح مجاهراً***** فالعيش في وصل القيان
من هذا التناقض الرهيب في السلوك والفكر، والعلم والإبداع ، والتشعب والتراكم ، والتقديس والتكفير ، وهيمنة العقل الجمعي على حرية الفكر الفردي ، وصلنا إلى ما نحن عليه من عدم وضوح رؤية عميقة متحضرة متعقلة متوازنه رزينة غير منفعلة في جميع مجالات الحياة ، ومن هذه المجالات الرئيسية دور المرأة ، الركن الأساسي الآخر، في المجتمع للتوازن الطبيعي كما أراده الإبداع الإلهي الحقيقي، لا مشيئة خلقه المنفعي التسلطي ، أو الجاهل والغبي !! وإليكم – كمثال – التسلط الفكري لأحد عمالقة فكرنا وأدبنا وشعرنا ، ألا وهو أبو العلاء المعري .

3 – تعريف موجز بأبي العلاء المعري (973 – 1058م / 363 – 449هـ) :

وردنا ماءً دجلة ًخيرً ماءٍ *** وزرنا أشرفً الشجرَالنخيلا
وزلنا بالغليل وما اشتفينا***وغـاية كلّ شيءٍ أنْ يــزولا

سبق أن عرّفت بأبي العلاء في حلقات أخرى ، وللتذكرة مقدمة ، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي عربي النسب من قبيلة تنوخ اليمانية ، ولد في معرة النعمان ، وأكسبها شهرته ، بالرغم من أنّ عائلته كريمة فاضله شهيرة بالرئاسة ، يسودها القضاة والعلماء والأدباء ، ثم نكبه الدهر بفقد بصره عقبى إصابته بالجدري ،وعمره أربع سنوات وتمم عماه في السادسة،ولم يرَ الا اللون الأحمر، ولكنه خرج علينا بتعليل غريب عجيب :

قالوا العمــى منظرٌ قبيحٌ *** قلتُ بفقدانكم يهــــونُ
واللهِ ما في الوجودِ شيءٌ** تأسى على فقده العيونُ

تتلمذ على أبيه ، وكان من دعاة الفاطميين الذين يقدسون العقل ، وما زال شيخ عقلهم حتى اليوم رمزا ، وروتْ جدّته أم سلـّمه بنت أبي سعيد الحسن بن إسحاق عليه الحديث ، وكانت تـُعدُّ من شيوخه ، وأخذ على بعض علماء مدينته المشهورين ، وبدأ بقرض الشعر ، وعمره إحدى عشرة سنة، وهاجر إلى حلب حيث أخواله من آل سبيكة المعروفين بالتجارة والشرف والكرم ، وحلب – كما لا يخفى – حاضرة سيف الدولة سابقا، ومركز العلم والأدب،وأخذ العلم عن تلاميذ ابن خالويه ومنهم محمد بن عبد الله بن سعد النحوي ، راوية المتنبي ، فتأثر به و تعصب لمتنبيه ،وضاقت به الدنيا فعرج على إنطاكية،فحفظ كثيراً من علوم مكتباتها العامرة ، وخصوصاً البيزنطية منها ، ومنها ذهب إلى طرابلس في صباه – على أغلب الظن – للتعلم والتثقف ، ولكنه سرعان ما قطع دراسته فيها لوفاة أبيه سنة 377هـ /987م على حد رواية ياقوت في كتابه الجامع المانع وهو صبي حيث عانى الفاقة والعوز ، فبقى معتكفاً في بيته حتى العشرين ، إذ ترك له والده عقارا ، يكريه بمبلغ زهيد يقارب ثلاثين ديناراً فيقتات مع خادمه منه ، وللخادم النصف ! ، انكب على دروسه الأدبية واللغوية والفلسفية ، تشعب في تساؤلاته وشكوكه أبان شرخ شبابه – ومثله من يملك عقلاً جباراً لابدَّ أن يجعل من الشك أساساً لليقين أخيراً ثبت إيمانه :
حياة ٌوموتٌ وانتظار قيامةٍ ***ثلاث ٌأفادتنا ألوف معان ِ
لملم علومه اللغوية ، وفنونه الشعرية وفلسفته البيزنطينية والإغريقية ، وما تعلم عن عقائد الأديان ، وعقله،وتشككه ، وحافظته ، ورواياته ، وأحاديثه ، وعلوم القرآن ، وتفسيره ، واستأذن أمه الحلبية العجوز، فرفضت بادئاً ، فاقنعها ، فوافقت على شفق ، ثم توجّه إلى بغداد حاضرة الدنيا ، وشاغلة الناس نعم قصد بغداد عاصمة العباسيين ( 398- 400 هـ / 1007 – 1009 م ) ، في عهد الخليفة أبو العباس أحمد القادر بالله ، ولكن السلطة الفعلية كانت بيد السلطان بهاء الدولة البويهي بن عضد الدولة ، وكان غرضه تحصيل العلم و الشهرة ، ومكث فيها سنتين ، وتناولنا الموضوع بحلقتين ، ولولا وصول رسالة من أهله تخبره بمرض أمه ، لقضى فيها فترة أطول ، ولابد أدرك بحدسه أنه الموت ، فقال :
إذا نأتِ العراقَ بنا المطـايا ***فلا كنـّا ولا كان المطيّ ُ
على الدنيا السلامُ فما حياة *** إذا فارقتـــــكم إلا نعيُّ
ولما نعى مشى ، وشدّ رحاله مع الركبان إلى معرّة النعمان سنة (400هـ)، ولما تيقن من الخبرجزع جزعاً عظيما ، ورثى أمه ، ثم اعتزل طيلة نصف قرن،وحدثتْ في عصره الحروب والفتن بين الحمدانيين والفاطميين، وغزوات الروم ،أسد الدولة صالح بن مرداس لمعرّته الجميلة ( 417 – 418 هـ / 1026 – 1027 م) ، الذي أفحمه بأبياته الرائعة – ذكرناها في حلقة أخرى – بعد إلحاح أهلها لخروجه إليه،وهذه المرة الأولى والأخيرة التي خرج فيها من منزله طيلة اعتزاله فرجع الصالح خجولا خائبا،فكان هو الأسد ، وكان أسد الدولة هو الحمام , باعتراف الصالح الهمام !
ومن بعد عاش الكفاف والعفاف برضىً تام ، وتغرب نفسي هام ، وتشاؤم قاسٍ من الأنام ، وخصّ المرأة الحرام ، بالشك والريبة من حيث سجونه الثلاثة ، عيشه بالظلام ، وما حمّله الدهر من عُقد عظام أبان طفولته ، فكره ملذات الدنيا الحسية بغضاً وحقدا، ونهم منها الشهرة والخُلدا ، ولكلّ امرىء من دهره ما رُزقا ، وما تعوّدا !!

4 – أبو العلاء المعري بين الدكتورين زكي مبارك وطه حسين :
الدكتور الناقد زكي مبارك يرى ” أنّ أبا العلاء لم يكره الدنيا أبداً ، ولم يكن يوم اعتزل دنياه إلا حيواناً مفترساً ، نزع الدهر ما كان يملك من أظافر وأنياب ، ولو كان أبو العلاء كره دنياه لاكتفى منها بأيسر العيش ، ولكنه عاش عمراً طويلاً جداً ، وطول العمر يشهد بقوة الأواصر بين المحب والمحبوب ، فالقتال بين أبي العلاء وبين دنياه كان قتالاً بين عاشقين يظهران البغض والحقد ، ويضمران العطف والحنان .” ( أبو العلاء المعري : حياته وشعره – الحديثة – بيروت – ص 70 ) .
لا أستطيع التكهن بما ذهب إليه دكتورنا المبارك من حيث الصلة الخفية بين التعلق بالحياة و أسبابها وطول عمر الإنسان ، وكل شيء بحسبان ، وقد قلت في بيت من إحدى قضائدي :

تأتي المنية للصبيان تغصبهم *** روح الحياة ويُعفى العاجزُ الهرمُ

وقد قال زهير بن أبي سلمى من قبل :

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب * * * تمته ، ومن تخطئ يعمر فيهرمِ

ربما أراد الدكتور المبارك أن يرميه بالحجر الذي رماه المعري على مناؤيه من المتزهدين ، فخانه الاستشهاد بهذين البيتين ، وأنا أكمل المشوار، فأرمي البيتين على المعري نفسه !!:
بخيفة الله تعَبَّدتنا *** وأنــــــت عينُ الظالم اللاهي
تأمرُنا بالزهدِ في هذه ال *** دنيا وما همُّك إلا هي
على كلّ حال ،أمّا الدكتور طه حسين ،فالمعروف عنه ، والجلي منه ، لكل قارئ عربي ، من أشد أنصار ومريدي المعري، والمعجبين به حتى الوله ، ويبرر كل مواقفه من الحياة ، وتفلسفه لمجرياتها ، بل يعتبره فيلسوفاً ، ويدخل في مجادلات شديدة مع المستشرق الأنكليزي نيكولسن الذي لا يرى المعري سوى حكيم مفكر متأمل ، ليس له منهج واضح المعالم ، فمما يقوله على كل حال : ” أبو العلاء شاعر في فلسفته ، وفيلسوف في شعره ، قد جمل الفلسفة بما أسبغ عليها من الفن ، ومنح الشعر وقاراً ورزانة ، بما أشاع فيه من الفلسفة ، وهو من هذه الناحية فذ في أدبنا العربي ،كما قلت ألف مرّة ، وكما سأقول ألف مرّة أيضاً” ، هذه الفقرة للدكتور طه حسين فيها من المبالغات والعواطف ، مما لا تعبر على القارئ النبه ، لأن المعري شاعر متفلسف وليس بفيلسوف ، وسنعقب من بعد ، والشعر لا يقاس بوقار العلماء ورزانتهم ، فهذه من سبل العقل ، لا من أحاسيس العواطف ،وهيجان المشاعر ، والمعري من أفذاذنا الكبار ، هذا أمر لا يختلف عليه اثنان ، ولكن تكرار ألف مرة للتأكيد عليها ، لا تزيد من دعم القول شيئاً ، ولا سيما قد صدر من فذّ آخر من أفذاذنا.
بينما الدكتور المبارك يشن هجوماً لاذعاً قاسٍ على المعري ، كما أسلفنا موجزاً ، وأزيدك من الزكي ما يعجبني ، وليسامحني شيخ المعرة !! ، يقول هذا الزكي المبارك : ” لقد أنسحب المعري من المجتمع، وما كان ذلك من باب الزهد ، وإنما كان فرار المناضل الذي تعب من النضال ، وماذا صنع المعري حين اتسحب من المجتمع ؟ أترونه نظر إليه نظر الرفق والعطف ، وذلك واجب الفيلسوف؟
ما صنع شيئاً من ذلك ، وإنما قضى دهره في أكل لحوم المجتمع ، لو كان قلبه أحس النورلعرف المجتمع غير مسئول عما يعاني من أوهام وأضاليل ، فتلك مواريث القرون الطوال … ولو كنت أستبيح لحم المعري كما استباح لحوم الناس لقلت إن ثورته على المجتمع كانت ضرباً من الانتقام الأثيم …” ، ( أبو العلاء م. س. ص 72) .

5 – أبو العلاء المعري متفلسفاً لا فيلسوفاً ، ومتزهداً لا زاهداً:
لا ريب أن المعري ركل الدنيا بقدميه ظاهريا ، شأنه شأن الزاهدين والمتصوفين المتطبعين بقوة عزوف المغريات عنهم ، أو من أجل التودد إلى مغريات أخرى أكثرة حلاوة لأذواقهم ، كالمنزلة الاجتماعية ، والثناء المرفوع إلى حضراتهم ، والتنصل من تعب الحياة ، وكدّها وكدحها –
والناس أجناس – ألم يقل المعري نفسه ؟ :
تعبٌ كلها الحياة ، فما أعجْــ *** بُ إلا من راغب بازدياد
وهو الأدرى أن عقله لا يرزقه ، وربما أخذ المعنى من متنبيه ( ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله…) ، ألا تراه قائلاً :
والعقل زين، ولكن فوقه قدر*** فماله في ابتغاء الرزق تأثير
ثم هو يعترف بسجونه الثلاثة:
أراني في الثّلاثة من سجوني *** فلا تسأل عن الخبرِ النّبيثِ
لفقدي ناظري، ولزومِ بيتي** وكونِ النّفس في الجسد الخبيثِ
هذه الأمور تُقنعني أن الزهد فرضته الحياة عليه فرضاً ، وهو ينافي طبعه المجبول على حبّها كشاعر حساس ومفكر ملتهب جذوة ، فتطبع مجبراً ، وصبّ جحيمه على أم دفرٍ ( الدنيا)، لأنها قهرته عن تلبية كلّ رغباته ، وملذاته ،أرجو التركيز على كلمة (ظالمة ) في البيت الأول مما يلي من قوله :
عَرَفتُكِ جَيِّداً يا أُمَّ دَفرٍ****** وَما إِن زِلتِ ظالِمَةً فَزولي
دُعيتُ أَبا العَلاءِ وَذاكَ مَينٌ***وَلَكن الصَحيحَ أَبو النُزولي
فأبو العلاء الذي رمى أباه بالجناية ، ونظم بيتاً من الشعر ، أوصى أن يوضع على قبره قائلاً:
هذا جناه أبي عليَّ *** وما جنيتُ على أحد
ليس بسبب ولادته ، وتمتعه بالحياة ، ومجدها ، والخلود ما بعدها ، وإنما حزناً على مفارقتها ، أليس هو القائل :
إن حـــزنــاً في ســاعة الــمـوت*** أضــعــاف سرور في ساعة المـيـلاد

ومن غرائب أبي العلاء إذ يحمّل أباه جناية موته،ولا أقول ولادة حياته ، كما يوهمنا تمنيه ببيتيه مثلاً:
فليت وليدا مات ساعة وضعه *** ولم يرتضع من أمه النفساء

فليت حواء عقيما غدت*** لا تلد النـــاس ولا تحبل
هذه الأمنيات يطلبها شيخنا العبقري لغيره لا لنفسه ، فهو ككبير بطموحه وعزمه ورؤاه وعقله وفكره ، لا يرضيه القليل من الدنيا ، وإن تصنع الزهد فيها زورا ، يريد الدنيا كلّها بملذاتها ومجدها وعقلها ورفيع مننزلتها ، والدنيا تأبى ذلك له ولغيره ، وقد قسمت حظوظها في الحياة ، وربما أبقت شيئاً لما بعد الممات، يقول حافظ ابراهيم :

فــإذا رزقــت خـلـيقة مـحـمودة *** فـقـد اصـطـفاك مـقسم الأرزاق
فـالـناس هــذا حـظـه مــال وذا *** عــلـم وذاك مــكـارم الأخــلاقِ

6 – أبو العلاء المعري وازدواجية موقفه من المرأة !!
أقول من هنا جاءت نقمته على الدنيا ، ولا أعني بهذا كل تفلسفاته عن مجرياتها وظواهرها وأحداثها ، بل رفضها بالمرّة ظاهرياً ، وهو سعى جاهداً فيها ، فكراً وشعراً ولغة وهجرة ووساطة – ومالاً أبان هجرته لبغداد – … وهذا تناقض بين السلوك والفكر ، وكذلك من حيث أفكاره حول المرأة ، ففي الزمن الذي عدّ جدّته من شيوخه ، ولا يهاجر إلى بغداد لطلب العلم ، ونيل الشهرة إلا بموافقة أمه ، وكان قد تجاوزعمره خمس وثلاثين سنة ، وأصيب بصدمة عنيفة عند وفاتها ، ورثاها بأروع رثاء ، وكاد أن لا يذكر أباه ، إلا في وصيته ، وحمّله جناية وجوده ، ومع ذلك تجاوز الرجل ، وصبّ جحيمه على المرأة ، لذا أميل لوجهة نظر نيكولسن من أنه لم يكن صاحب مدرسة فلسفية واضحة المعالم ، حسب مفهوم هذا العصر للفلسفة والفيلسوف.
من شعره الظالم للمرأ قوله :

أشْدُدْ يدَيْكَ بما أقـو*** لُ،فقَولُ بعضِ النّاسِ دُرُّ
لا تَدنُوَنّ مِنَ النّسـا **** ءِ، فإنّ غِبّ الأرْيِ مُرّ
والباءُ مثلُ البَاء، تَخـ *** ـفِضُ للدّناءَةِ أوْ تَجُرّ
سَلِّ الفؤادَ عن الـحَيا **** ةِ، فإنّــها شَــرٌّ وشُرّ

لا أعرف من أين جاء القول الدرّ! ، وهو لم يعاشر امرأة طيلة حياته ، كما هو مفروض ، وتجاربه بعد معايشته لجدّته الشيخة أستاذته – ، وأمه الحنون ولدت وجهة نظر عنهما أكثر من رائعة ، ثم دقق في البيت الثالث ، حيث استعار الباء الأولى عن المرأة، وشبهها بحرف الباء الجارة التي تخفض الرجل نحو الدناءة ، لذلك وربما لكون عصره كان مضطرباً ، مفككاً أمنياً ، وتجار الرقيق الأبيض يتابعون الفتيات والنساء المتعلمات للمتاجرة بهنّ ، المهم اقرأ الأبيات الهابطات إلينا من تلك العصور :
علموهنَّ الغزل والنسجَ والرّدنَ *** وخــــلّوا كتابة وقراءهْ
فصلاةُ الفتاة بالحمد والإخلاص **تُجزي عن يونسٍ وبراءهْ
تهتكُ السترَ بالجلوس أمام الستر *** إن غنت القِيانُ وراءه

وفي لزومياته ، يطالب بما يشبه وأد البنات ، وأكثر بقوله :

بَدْءُ السعادة أن لم تُخْلَقِ امرأةٌ *** فهل تَوَدُّ جُمادَى أنّها رَجَبُ

الحقيقة جعلني المعري أبتسم في سرّي مندهشاً ، ثم أعضّ على شفتي مشفقاً ، وكأني أهمس في أذنه قائلاً ، ومن أين يأتي الرجل يا سيدي ؟!! هذا تراث قاسٍ ومرير أثر كثير على العقل الجمعي ، لذلك يجب تصحيح المسيرة بقوة وحزم من أجل الصالح العام للمجتمع ، ولا أزيد بالاستشهاد من الأبيات الظالمات المظلمات ، ولكيوحسبها الحمل والإرضاع تدفعهأ**مران بالفضل نالا كل إحسانِ
ولكن لماذا عزف عن الزواج ، وما وجهة نظره حول الزوجات ؟ هذا نتركه لما تأتي به الحلقات القادمات ، وأتركك مع التحيات الزاكيات المباركات !!

لا نظلمه ، ونظلم تاريخنا وتراثنا، نذكر ما أبدعه في رثاء أمه ، واحترامه للأم ، إليك :
سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ **وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ
وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ ***يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي
وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني *** بلَفْظٍ ســـالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ

وظل يعاني من عقدة فقدان أمه التي أثرت في نفسيته تأثيراً جلياً ، ومما يخيل في ذهني أنّ البيتين التاليين انعكاس لما كانت تردده أمه أمامه مراراً ،اقرأ وتأمل رجاء:
العيش ماضٍ فأكرم والديك به **** والأم أولى بإكرام وإحسانِ

7 – المعري والمرأة من كراهيتها حتى الانبهار بها ..!!

قلنا سابقاًإ ن المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره ، والآن تعال معي لنكشف المستور عن المعري المبهور بالنساء والخدور ، لنرجع بك خطوة لتطلّ على مافات ، ونتقدم خطوات لمناصرة البنات !!
نعم صبّ أبو العلاء نقمته على المرأة بشكل عنيف مرير قاسٍ ، وذكرنا القليل فيما سبق من جمٍّ كثير ، وفذلكة أقوال ما قال في لزومياته :
بدء السعادة إن لم تخلق امرأة

8 – حواري معه:
هذا ما جعلني أبتسم في سرّي مندهشاً ، ثم أعضّ على شفتي مشفقاً ، وكأني أهمس في أذنه قائلاً:
سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ *** وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ
وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ *** يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي
وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني *** بلَفْظٍ ســـالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ
وأردفته بقولي متسائلا : يا سيدي نساء الآخرين من الشياطين ، وأمهات المعريين من الملائكة للحواريين ؟!، أنت هنا تسمو بها للسماء ، وهناك تنزلها للحضيض الأوهدِ ” ما كان أغناها عن الحالين ” !!! ، اقرأ معنا وحكم أنت يا قارئي الكريم !!
العيش ماضٍ فأكرم والديك به **** والأم أولى بإكرام وإحسانِ
وحسبها الحمل والإرضاع تدفعهأ**مران بالفضل نالا كل إحسانِ

شيخنا الجليل أبا العلاء : وبشار بن برد ( ت 168هـ ) سبقك إلى هذه الدنيا بثلاثة قرون ، شنع ، وتهتك ، وتغزل ، وتشبب ، وتزوج ، وكان يقول :
يا قَوم أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ *** وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي فَقُلتُ لَهُم **الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلبَ ما كانا
قال لي : دعنا عن بشار ، وهل تريد أن تعرّفني به ، سامحك الله : لقى ابن القارح في النار إبليس اللعين ، ودار ر بينهما حوار عنيف ثم سأل عن هذا البشار بن برد، فإذا هو أمامه يسام سوء العذاب، ومع ذلك سأله ابن القارح عن أخباره ، وحاججه في شعره.

9 – أبو العلاء يكشف المستور عن جمالية الخدور !! :
ثم يا أبا العلاء ، ألم تكشف المستور في خبايا نفسك في تائيتيك المطولتين في لزومياتك التي لا لزوم لها ، ألم تقل بعد نثر ما شعرت به ؟ !! : فطلعتهن كالظبيات في اللحظ واللفتات ، ويغدين ويرحن كالغصون متأودات، في وشي ثياب مورسات ، وبالجواهر الفريد مقلدات ، وفي سنا الحلى متوقدات ، معاصمهن بالأسوار معلمات ، وسوقهن بالحجول لاطوافر مفيدات ، خدودهن بالشباب موردات ، وأكفهن بالخضاب موسمات ، وبناتهن معنمات ،مرهفات القدود مهندات ، في ضيق من الأزر مغمدات ، لحاظهن كالسيوف مجردات ، ثغورهن عذاب بخمرة الريق مفدمات ، خواتهما من الصهب مختمات ، صواحب منطق متزيدات ، مطربات بالمقال مهودات ، يشنفن المسامع قائلات ، ويكلمن القلوب مكلمات، يترقبهن الفتيان في الصعدات ، وأنفاسهم من الشوق متصعدات …. (أبو العلاء ..م . س. ص 108 . أ . عبد الرحمن صدقي)، وللأسف لم يستشهد الأستاذ صدقي بأي بيت لأثبات حجة الحديث ، و التمتع بلذة القصيد ، وإليك هذه الأبيات كما وردت في اللزوميات ( ديوان أبي العلاء – ج1 ، ص 120 ):

فما لكَ والهنودَ منعَّماتٍ***** كــأنّ قدُودَهُنّ مهنَّدات
يفنّدنَ الحليمَ، بغيرِ لُبٍّ ****وهنّ، وإن غَلَبنَ، مفنَّدات
يُخلّدنَ الإماءَ نُضادَ صوغٍ**فهلْ تلك الشخوصُ مُخلَّدات؟
تقلّدتِ المآثمَ، باختيارٍ ***** أوانسُ بالفــــــريدِ مقلَّدات
إذا عوتبنَ في جَنَفٍ وظُلمٍ*** * أبتْ إلاّ السّكوتَ مُبلِّدات
يغادِرْنَ الجليدَ قرينَ ضعفٍ *** صوابرُ للنّوى، مُتجلِّدات
لقدْ عابتْ، أحاديثَ البرايا ** شُكولٌ، في الزّمان، مولَّدات
أتَعبَدُ، من إثامٍ تتّقيِـــهِ ***ظوالمُ، بالأذى، مُتعـــــــــبِّدات؟
تُريقُ بذاكَ، في قتلٍ، دماءً **رُؤوسٌ، في الحجيج، مُلبَّدات
تعالى اللَّهُ، لم تصْفُ السّجايا، *** فأفعالُ المَعاشِرِ مُؤيَدات
إذا ما قيلَ حَقٌّ في أناسٍ *** فأوجُهُهُمْ لــــــــــــهُ متربِّدات
مخازيهمْ أوابدُ في الليالي *** فلا تَهِجِ الأســــــى، متأبِّدات
وأطهرُ من ضواربَ، في نعيمٍ *** نَعامٌ، بالفـــــلا، مُتهبِّدات
تُقّيدُ لفظَها عــــــن كلّ بِرٍّ **** مَواشٍ، بالحُل* يّ، مقيَّدات
عَجِلْنَ إلى مَساءَةِ مُسْتجيرٍ *****لَوَاهٍ، في الخطَى، مُتأيِّدات
وتنقُصً، خيرُها، أشَراً وفتكاً *** صَواحِبُ منــــطقٍ متزيِّدات
تأوِّدُ منك عقلاً في سكونٍ *** غصونُ خــــــواطرٍ، متأوِّدات
فلا يجلسْ على الصُّعَدَاتِ لاهٍ *** فأنفاسُ الفت* ى متَصَعّدات
تَمُرُّ به حوالِكُ، فوق بِيضٍ ***وخُضرٍ، فــــي العقيقِ، مُسبَّدات
ومن تُخلقْهُ أيامٌ طـــوالٌ ******* فإنّ شجُـــــــــونَه مُتَجَدّدات
وتَسْنَحُ بالضحى ظَبياتُ مَرْدٍ **** بكلّ عظيــــــمةٍ مُتمــــرّدات
وقد أُغْمِدنَ في أُزُرٍ، ولكن *** سيــــــــوفُ لحاظِهنّ مُجرَّدات
وورّدتِ اللّباسَ، بلونِ صِبْغٍ **** خُدودٌ، بالشّبــــابِ، مُورَّدات
ومَنْ فقدَ الشبيبةَ، فالغواني *** له، عنــــــد الوُرودِ، مُصَرِّدات
هواجِرُ في التّيَقّظ أو عواصٍ **** وفي طيفِ الكــرى مُتعهّدات
إذا سَهّدْنَهُ بطويلِ هَجـــــــــــرٍ *****فمـــــــا أجفانُهنّ مُسَهَّدات
تخالفَتِ الغَرائزُ والمعاني ***** فكيـــــفَ تَـــــوَافَقُ المُتجسِّدات؟
فما بينَ المقابرِ نادبـــــاتٌ؛ ***** ومابين الشُّـــــــرُوب مُغرِّدات
قدَحنَ زِنادَ شوْقٍ من زُنـــودٍ**** بنــــــارِ حُليّـــــــها متـــــوقِّدات
ها … أبا العلاء : هذا كلام مجرب ، لو منطق حكيم ، أينك من؟ !! :
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سوى الـ ****ـعقلِ، مشيراً في صبْحه والمساءِ
( مشيراً في صبحه والمساءِ ) ، ( واثنان أهل الأرض …) .. هل يمكن مشورة العقل دائماً ؟! والعقل الإنساني أساساً هو ناقص ، والإنسان ساهٍ لاهٍ !!، وتقسيم أهل الأرض صنفين لا ثالث لهما ، هذا كلام جرايد ، لكل إنسان عقله ، ما يخصنا ، أبو العلاء الشاعر غير أبي العلاء العاقل ، والقصيدة التائية التي مرّت علينا ، هي خوالج صادقة ، وأحاسيس ناطقة لشاعر كبير ، رضينا أم أبينا !!
إذاً هنالك عقد في وجدان الشاعر ونفسيته منتعه من الزواج والاتصال بعالم المرأة الحبيبة ، لا المرأة الأم أو الأخت أو الجدة !! إمّا بسبب حيائه وخجله من أن يفرض نفسه على شريكة الحياة لدواعي ما يسمى التعقل و التفلسف أو التردد والتخوف ، أو في طفولته المبكرة إبان بدايات تشكل العقد النفسية ، استهزأت به طفلة كان يكن لها إلإعجاب والود ، وربما تعرض لأذى ما ، أو أراد التخلص من عبء الحياة وتكاليفها دون أن يضيف زوجاً وأبناء ، فيزيد الطين بلّة ( هذا جناه أبي علي … تعبٌ كلها الحياة ) ، وخصوصاً قد عانى الفاقة والعوز خلال فترات من مراحل الحياة ، ولكن بالتأكيد ليس بسبب جمالية المرأة ، وذوقها وأناقتها وأنوثتها ، ومرّ ما مرّ من أمر التائيتين اللالزوميتين اللزوميتين !!
10 – أبو العلاء يشير عليّ أن أقرأ قصيدته (ألا في سبيل المجد ما أنا فاعلُ)، هازئاً مني ومن الدنبا ، ودمدم مع نفسه ( هذا جناه أبي عليَّ)!!
إذاً لنترك أمر أبي العلاء العلاء ، وهو يداقع عن نفسه بما حلّ عليه من بلاء ، قيكفيه فخراً قوله :
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعلُ *** عفاف وإقدام وحزم ونائلُ
أعندي، وقد مارست كل خفية** يصدَّق واش، أو يخيًب سائلُ؟
أقل صدودي أنني لك مبغضٌ **وأيسر هجري أنني عنك راحلُ
تعد ذنوبي، عند قوم كثيرةً، **ولا ذنب لي إلا العلى والفضائل
كأني، إذا طُلت الزمان وأهلَهُ*** رجعت، وعندي للأنام طوائلُ
وإني، وإن كنت الأخيرَ زمانُهُ *** لآت بما لم تستطعه الأوائلُ
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا*تجاهلت حتى ظن أني جاهلُ
وكيف تنام الطير في وكناتها*** وقد نصبت للفرقدين الحبائلُ؟
وقال السهى للشمس:أنت خفيةٌ*وقال الدجى:يا صبح لونك حائلُ
فيا موت زر، إن الحياة ذميمةٌ ** ويا نفس جدي، إن دهرك هازلُ
كأن الثريا، والصباح يروعها **** أخو سقطة، أو ظالع متحاملُ
توقى البدور النقصَ وهي أهلةٌ ***ويدركها النقصان وهي كواملُ

ولمّا كان أبو العلاء قد انبهر من الغانيات الظبيات الفاتنات المتوقدات المرهفات المهندات المختمات المطربات …وخذ ما شئت من النعوت والصفات ، فلماذا إذن لا يتغزل بهنّ الشعراء من عرب وعجم ، وذكرنا في الحلقة السابقة ، ولعلك تتذكر منها ، إنّ العرب تفننوا في مجال تقديسهم لامرأتهم سواء على مستوى عشق الزوجة أو الحبيبة ، أوحبّ الأم أوالأخت أوالابنة ، وجعلوا للعشق مقامات كالشغف واللوعة والصبابة والشوق والتبل والوصب والهيام والتتيم و الوله ، وسار على مسارهم أصحاب العشق الإلهي الصافي من اللذة ، كما يزعمون ! ولله في خلقه شؤون ، ولا يستطيع الشاعر الحساس ، والعرق الدساس .أن يكبت خوالجه وعوالجه ومشاعره ليصبها مواويل أشجان ،، وتفريغ شحنات ، لتقليل المعاناة ، أو للوصول إلى الغايات .. للغانيات الحليلات ! ووسيلة الوصول ، السحر الحلال بغزل ونسيب وتشبيب … ، وكذب مَن قال: إنّ الوقار بالمشيب !! ههههه يقول دعبل الخزاعي :
لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ *** ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى
قدْ كانَ يضحكُ في شيبتهِ **** وَأَتَى المشيبُ فقلَّما ضَحِكَا
يا سلمَ ما بالشَّيبِ منقصة ُ ***** لا سُوقَة ً يُبْقي وَلاَ مَلِكا
الحمد لله على كلّ حال ، والدنيا سجال ، ، وإلى الحلقة السادسة من الانتصار … يا ستار …!!