تولت البلاد منذ ألفين وثلاثة حكومات تميّزت بسوء التدبير وضعف البصيرة , وإنتفاء الحكمة والحلم وسداد الرأي , وإنعدام الرؤية الوطنية , والإمعان بالتبعية , ومضت على سكة أهوائها وما تمليه عليها أمّارات السوء التي فيها , ولهذا ما أنجزت ما ينفع الناس , فتمتعت بالعيش النكيد في غياهب التأريخ.
فهل إنطوت تلك الصفحة , أم أنها ذات الصفحة بديباجة مغايرة؟!
ستخبرنا الأيام عن الجواب , فالأمور بخواتمها , وأول الخطوات تدلنا على المسار الذي ستمضي فيه القافلة.
لكن المطلوب إثباته هو:
أولا: الرؤية الوطنية
من غير رؤية وطنية واضحة تضع الوطن فوق كل إعتبار , لا يمكن لأية حكومة أن تأتي بما هو نافع وصالح للبلاد والمواطنين , فهل توجد رؤية وطنية ؟
ثانبا: القوة الوطنية
لابد من التعبير عن القوة الوطنية الفاعلة بجبروت وثبات , أي القوة المستمدة لمبرراتها وشروطها من مصالح الجماهير والوطن.
ثالثا:الضرب الحازم للفساد
يجب أن تنهال الضربات الماحقة على رأس الفساد والفاسدين بقبضة وطنية عنيفة لا تعرف الهوادة والتردد والخوف , لتحق الحق وتزهق الباطل.
رابعا: البناء
الإنطلاق في مشاريع البناء المعاصرة من أولويات الحكومة الناجحة , لضخ الأمل والتواصل الإيجابي مع الحياة , فالبناء مرآة القوة والنماء.
خامسا: الجيش الوطني
إعادة الإعتبار للجيش والقضاء على القوى التي تحمل السلاح من أولويات السيادة والكرامة الوطنية وتأكيد الأمن والأمان.
سادسا:التعليم
لكي يتحق التقدم وتتوهج أروقة الحياة , يستوجب التركيز الأقصى على التعليم , إبتداءً من مراحله الأولية , وبنوعية مضاهية لما هو عليه في الدول المتقدمة , ومن أهم ما يجب التركيز عليه بناء المدارس المرموقة البنيان , لأنها ستمنح الشعور بالعزة والكرامة وتعلي قيمة الوطن والإنسان.
سابعا:الدونقة
أي المحاسبة المالية الشديدة , ومتابعة ما يُصرف من أموال الدولة بصرامة فائقة , وتدبير رشيد , لأن أموال البلاد أمانة على الحكومة أن تصونها ولا تخونها.
ثامنا:الخطاب الوطني
الحكومات السابقة خلت من الخطاب الوطني الجامع الحكيم , وكانت تتكلم بلسان مصالح الآخرين , وتهمل الإرادة الوطنية , ومعاناة المواطنين , فالمطلوب أن يكون القائد صاحب رؤية جامعة وقدرة على تعزيز الحياة بطاقات وطنية متفائلة.
تاسعا: الأمن الغذائي
يجب التركيز على الجد والإجتهاد في الزراعة للوصول إلى الإكتفاء الذاتي , لأن الطعام أصبح من التحديات المصيرية الكبرى , ومن الواجب نشر ثقافة إزرع , إبتداءً بالنخيل والأشجار المثمرة الأخرى , وإنتهاءً بالمحاصيل الموسمية.
عاشرا: ثقافة إصنع
الصناعة ممكة , وكل شعب يمكنه أن يصنع , ولابد من تعزيز الصناعات القائمة وتطويرها , والتركيز على الصناعات الأساسية التي تقوي السيادة وتقلل الإعتماد على الآخرين.
هذه بعض المرتكزات المطلوب إثباتها لكي تخرج البلاد من عنق الويلات الجسام.