18 ديسمبر، 2024 7:16 م

المصالح المستغفلة!!

المصالح المستغفلة!!

مستغفلة: مهملة , مهمشة
دول الدنيا دينها المصالح , ومجتمعاتنا دينها ضد مصالحها , ويدفعها إلى وهم إلغاء الوطن وما فيه وما عليه , وإعتباره ملكا مشاعا , ولا مالك فيه لأي شيئ.
فخذ ما تشاء , وشرعن النهب والسلب وإمتهان البشر , ومصادرة حقوقهم فلكل جريمة فتوى جاهزة.
كل دولة مصلحتها أولا , والمرهونة بسلطات دينية ذيلية ولائية مقلدة , تقدّس الأشخاص وتحسبهم إرادة ربها في الأرض , فلا تعنيها مصالح البلاد والعباد , ما يهمها أن تغنم وتعبّر عن إيمانها بأن ربها يرزقها بغير حساب.
والكثيرون يتحدثون عن تغييرات ستكون لصالح الوطن والمواطنين ويغفلون أن القوى الكبرى تعنيها مصالحها , وتنصّب من يدينون بالولاء المطلق لها , وينفذون أوامرها القاضية بتأمين المصالح , فكيف يغيرون أدواتهم المخلصة لهم.
إنهم لا يستطيعون الإعتداء على مواطن , لكن المنصبين يقتلون وينهبون ويسلبون , فهم أصحاب السلطات والقرار قرارهم , وما يحصل شأن داخلي , لا شأن للقوى الكبرى به.
وفي حقيقة الأمر أن القوى الكبرى تحمي المجرمين , والإرهابين وتعتدي على قيمها ومعايرها الإنسانية التي تتمنطق بها , وتدّعي أنها ترعاها وتحارب مَن يرفضها ويناهضها.
وتتهم أنظمة عديدة بأنها لا تراعي حقوق الإنسان وتقوم بجرائم ضد الإنسانية , وما ترعاه يمثل أكثر من ذلك ولا من مساءلة أو محاسبة.
لماذا تتغافل الدول الراعية للديمقراطية عما يحصل في بلاد ذات ثراء , ويعيش المواطنون فيها في حالات مزرية من الحرمان من أبسط حقوق الإنسان.
الجواب إنها المصالح , وفقا لها تكون التقديرات فإذا تأمنت المصالح فالديمقراطية بأحسن حال , وإذا تأثرت فإن النظام مستبد ومناهض للقيم والأعراف ولا بد أن يزال , وما دامت المصالح آمنة , فكل الشيئ على حاله , والإرهاب لعبة القرن الحادي والعشرين.
د-صادق السامرائي