ما دمنا في زمن الحروب والازمات والصراعات التي افرزها الربيع العربي في ثورته الجديدة التي استنزفت المثقف والسياسي والجماهير وكل شرائح مجتمعاتنا واجهدت المفكر في أطروحاته و تحليلاته وتفسيراته لما يحصل من احداث وتغييرات ويأسنا المطلق من المصالحة السياسية بين تياراتنا وكتلنا واحزابنا السياسية التي مللنا الحديث بها لذا نقرأ ونرى صراع الاجيال الادبية سيتحول الى حرب كلامية تناى بالمتخاصمين الى لغة المواجهة والأتهام والالغاء والتهميش ثم القطيعة وكل مايطرح من مصطلحات التخاصم وليس هذا في الجماعات الأدبية حسب بل في جماعات الفن ومجالات الابداع الاخرى برمتها فغياب لغة الحوار الواضح والتفاعل الحي وأنقطاع جسور العلاقة الفكرية والاخلاقية والفنية التي ترسم اسس لبناء اواصر المجتمع بتنوع ثقافاته …وانعدام التفاعل الفني والابداعي …اذا جاز لنا القول …
والخلل برايّ في اسسه وفي المؤوسسات الثقافية والمنظمات التي ترعى الفنون الآداب والثقافة وكل اشكال التعبير الجمالية وتفاصيلها اليومية نراها اليوم تنعكس سلباً على مفاصل الحياة ومجرياتها وتأثيراتها حسب العمق الثقافي وتحصيناته الفكرية التي تفرز الوعي العام والخاص …
لذا حين نقترب من لغة الابداع وتصوراته الجمالية نقرا مثلا بوجود صراع بين الاجناس الادبية او بين اشكال الكتابة الجديدة فيما بينها ويتكررالتنافس بين الشعر التقليدي والحر وشعر التفعيلة وقصيدة النثر والنص المفتوح والهايكوا وما الى …والتبرير هو التجديد والتغيير والتطور وما الى والحديث المتكرر عن التنافس بين الرواية والشعروخصوصا لدى دور النشر ولها مايبرر أسبابها كما نعلم هو القاريء او المتلقي أو مستهلك سوق الكتاب والجدوى الأقتصادية للنشر والكثير من المبدعين يتحولون في الكتابة من جنس الى آخرللسبب المذكور اوبعضهم يكتب الصنفين او الجنسين وهذا شيء جميل يعاصر النظرة التاملية الصحيحة للعالم عندما يكسر الحواجز بين الاجناس ويعبر صوب لحظة الألق الابداعي الناجمة من تراكم رؤيته الثقافية التي هي ضربة فنية مشاكسة ترسم لوحتها المدهشة في صيغة لا يمكنها ان تعود ابداً…وبعضهم ابدع وتالق في الجنسين ولابد من تصالح الاجناس كما نادى الشاعر العربي الكبير محمود درويش
فالرواية تحتاج الشعر في تفاصيلها وتشعباتها وديمومتها وقرأت لأحد الروائيين المغاربة انه لحظة شعوره بالملل والاجهاد من صعوبة الاحداث والاستغراق والتواصل وشد القاريء يلتجا الى الشعر ليقتل الملل ويضفي عليها الطابع الجمالي ليكسر حالة الركود وتعب السرد ورسم الشخصيات ويمنحها التغيير الجميل وبث فيها الافق الشعري الجميل وهذه الحالة مطلوبة من كل مبدع ناجح يرسم طريق الموضوعية في العمل الادبي اياً كان ولا بد من جدوى لكتابتنا وقراءة الاسباب التي جعلت القراء والمتابعين يلتجئون للرواية ويتركون الشعرولست بصدد ماوصل اليه الشعر العربي من تدني وتردي ودخول الطارئين ومشاركة وسائل التواصل الاجتماعي ومواقعها الكثيرة في هذا الارتباك واسباب العطش كثيرة كما يقولون ولكنها مشكلة عامة وتكاد تكون عالمية وخلال متابعتي واطلاعي المتواضع قرات اخيرا ً ان دور النشر الاوربية تنحاز لطباعة الروايات والقصص وتحذر كثيراً من نشر الدواوين الشعرية وخصوصا الحديثة منها وقاعاتهم انخفض حضور الشعر فيها وانحسر الجمهورعنها وبدأت المراكز البحثية لدراسة هذه الظاهرة واسبابها فهل نفعلها نحن لنقرأ الاسباب وندرسها جيداً لنخرج بالنتيجة التي تجعلنا نقرأ ونكتب ونرصد هذا العالم الجميل …..