23 ديسمبر، 2024 4:13 ص

يصعب فهم نزعة المفكرين والفلاسفة العرب نحو الإتيان بالمشاريع , فلكلٍ مشروعه لإنتشال الأمة من مآزقها الحضارية.
وتعددت المشاريع والحال جاثم؟
وواحدهم يغني على ليلاه , ويبرر فشل مشروعه بالأسباب الخارجية والمجتمعية , فيتهم الإنسان العربي والدين , فتشتد المنازعات وتنتهي الحال إلى أسوأ مما كانت عليه.
تأملوا عدد المشارع النهضوية والإصلاحية , أو الترميمية , وإن شئتم العلاجية , إنها كثيرة ومتراكمة على رفوف التجاهل والنسيان , ومعظمها أفكار ذات قيمة حضارية , وتوجهات تبصيرية وتحليلية ثاقبة , وأكثرها يضع الإصبع على الداء ومشروعه يخلو من الدواء.
فمنذ منتصف القرن التاسع عشر , حيث إنطلقت رايات النهوض والتحرر من قبضة الآخرين لبناء أمة الدين والدنيا , تجد المفكرين والفلاسفة العرب , غارقين في متاهات المشاريع , ولا يزالون يتحدثون بهذه النمطية التي ما جلبت خيرا , ولا وضعت حلا , وإنما إستفحلت معها الوقائع والأمور.
فما سبب كثرة المشاريع والعقول المفكرة وخواء الإنجاز؟
هل ما يجري في الواقع العربي قد جرى في أمم أخرى؟
عصر التنوير الأوربي كان قادته مفكرون , بسطوا رؤاهم على الواقع الذي واجهوه , ولم يكونوا بالكثرة التي تعاني منها الأمة , وتفاعلت رؤاهم ووضعت الأسس العملية للإنجاز الحضاري المنير.
وعندنا يتناطخ المفكرون والفلاسفة , وكل منهم في وادٍ , ولا تجد عندهم طريقا مشتركا , وما أن ينطق أحدهم بجديد حتى تُسن المواضي , وتتقدم نحوه جحافل التكفير والتدمير.
والعجيب أنهم ينطلقون من الدين , ويتغافلون عن العلم ودوره في صناعة القوة والحياة.
ولهذا فالفرقة ديدنهم , لأن الدين يفرّق , ولو ركزوا على العلم ودوره ومشاريعه , لتفاعلوا ووضعوا قطار الوجود العربي على سكة المسار الصحيح , الذي سيوصله إلى أهدافه المنشودة.
فالعلة في المفكرين والفلاسفة , فأمة العرب كغيرها من أمم الدنيا , التي لديها أديان وتراث وشعوب ذات أطياف متنوعة , فهل من إعادة نظر بمشاريعنا العبثية؟!!