الحالات المسيسة مدنسة ومكرسة لتحقيق غايات سيئة , فالدين المسيس مدنس وكل ما يسقط في دواليب السياسة يتحول إلى أداة لتمرير غايات شريرة , ونوايا خفية تهدف إلى التدمير والتخريب والقهر والتكريب.
فالسياسة ذات مفاهيم متنوعة وفقا للبلد الذي تتحقق فيه , وتوافقا مع نظام الحكم السائد الذي يُعرّف السياسة على مقاساته وما يساهم في إدامة سطوته وقوته.
وما أكثر أنظمة الحكم التي لا هدف عندها سوى إطالة عمرها فوق الكرسي , لكي تسلب وتنهب ما تستطيعه من المال العام.
وما أكثر الحالات التي يتحول فيها الدين إلى مطية لتمرير الفساد والإختلاس وتحطيم القيم والأخلاق والمعايير , لأن في ذلك ربح ومكاسب ومغانم جمة.
وقد عرفت البشرية هذه الأحوال الشريرة وتنبهت إليها , فابتكرت الدساتير والقوانين لضبط السلوك , ورسم خارطة الحكم العادل الرشيد.
وبرغم محاولاتها الجادة , لكنها تسقط ضحية لإرادات فردية وفئوية تنال منها وتقضي على وجودها السليم , وتنطلق بها نحو مسارات مؤلمة وتداعيات قاسية.
وبعض المجتمعات المعاصرة إتخذت من السياسة وسيلة للإستثمار بالفساد , فتحققت فيها إنهيارات متعاظمة وتطورت مآسيها وتفاقمت حتى خوت خزائنها وإنتهت ثرواتها , وعمّها الفقر والحرمان والعوز والإصطلاء بنيران الحاجات المريرة والعناء العسير فأصابها سوء المصير , وذلك بإسم الدين الذي يُسيَّس ويُدنس!!
فإلى متى يبقى البعير على تل الويلات؟!!