17 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

المسرح لا دين له .. فالثقافة ليست للبيع

المسرح لا دين له .. فالثقافة ليست للبيع

مرت ايام والبعض لا يزال يعترض ويكتب البيانات التي تدعو للثورة وسط الحاصل الان وتأملاتي عن الاسباب والنتائج التي تدعوا البعض لكل ما تقدم …
واعلم عبر تجربة امتدت من عام 1985 ولغاية الان ان الفعل المسرحي يتأسس على علاقة ايجابية – حسية بين الكائن المنتج والإنسان المستقبل .. اي انها علاقة ترتبط بالإنسان تحديداً ..ولا يمكن تبريرها او طمسها على انها تنتمي لقراءة او تخمين المستقبل او الاستعانة ” بقارئة الفنجان ” .
 بمعنى انها غير خاضعة للأشخاص او تغير الادارات .
وهنا قررت ان اخرج من صمتي وتأملي نتيجة لما يحصل الان للدفاع عن المسرح كقيمة عليا وبعيداً عن الولاءات الشخصية التي يحاول البعض التنصل منها برغم انها بارزة جداً للعيان وبعيداً عن ادعاءات البعض .
وربما اصاحب تجربتي السابقة للدلالة والتي واجهتنا فيها اكبر قوة ارادت بكل خسة ان تصادر الثقافة العراقية وعبر تجارب كنت احد مريديها وعروض اوصلت افرادها الى الامن العام والمخابرات ولعل شاهدي حاضر في كل ما اقول … واستدعي هنا المخرج والمؤسس ” مقداد مسلم ” للشهادة حين قدمت مسرحية ” الشاهد الاخير ” عام 1987 وكيف ان الامن العام اراد اعتقالي بصحبة الفنان الرائع “طلال هادي ” والتحقيق كان يتم في الدائرة نفسها ويرأسها احد كبار فناني العراق بوصفه ضابطاً لأمن الدائرة !!!
ولا انسى موقف المخرج مقداد مسلم في الدفاع عنا برغم وجود مركبات الامن العام التي اتت لاعتقالنا .. والكل ينادي باعتقالنا بأمر ” الحجي ”  وصوت المخرج مقداد مسلم “ان الشباب امانة عندي ولن اخون امانتي ” والقلب الكبير لفقيد المسرح العراقي ” هاني هاني ” في الدفاع عنا .
وبعدها عروض مشاكسة ومدافعة عن الفقراء والوطن وانتهت ايضا بالملاحقة ولعل اخرها كان مسرحية ” ليلة غاب عنها القمر ” عام 2001 ودور المدير العام ” فاروق سلوم ” برفض تسليمنا للأمن العام .. وما ترتب عنه من مراقبة هواتفنا الارضية والشخصية … وعرض مسرحية ” ذهان ” التي تمت مشاهدتها بشكل سري من قبل رئيس اللجنة ” د عبد المرسل الزيدي ” كي لا تمنع .. ولا اود هنا ان ينظر اي منكم على انها استعراض شخصي من باب المواجهة للنظام السابق بقدر ما اردت ان استدعي شاهدي معي لغرض الاقناع ….او ايصال فكرتي .
وهنا وددت ان ابين لشباب المسرح العراقي ممن افخر بهم وبتجاربهم الرائعة بان الباب مفتوح لكم في مجال الافكار ولا مخاوف لديكم من سلطة الرقيب .. فالدستور العراقي واضح في مضامينه .. وتتمتعون الان بحرية الطرح برغم ما كنا نخشاه سابقاً من مؤسسات الامن والمخابرات وبعض الفنانين كون لجنة المشاهدة كانت تمثل كل اجهزة الامن والمخابرات والفنانين الموالين للطاغية .
واسمحوا لي بالإطالة قليلا لغرض التوضيح وبعيداً عن التشويش المقصود فمهرجان منتدى المسرح كما عرفته كوني احد مؤسسيه .. قد كان معنياً بالأعمال العراقية الشابة والفعل المسرحي التجريبي ” تحديدا ” ولمختلف مدن العراق دون استثناء .. كونه الرافد الاساس للمسرح العراقي ، ويفسح المجال لكل الفنانين العراقيين من المسرحيين للولوج الى منطقة المسرح ودون استثناءات … وعفوا لكل المدافعين انه دستور المنتدى عبر تأسيسه واستقبل اي اعتراض على اصل الفكرة ..
ولكن ما يحدث الان هو تحايل او دعاية ادارية يمكن ان اضعها تحت النقاط التالية ..
• دعوة مدراء المهرجانات العربية لغرض استقبال الاداريين والمقربين لايفادات وهمية لمهرجاناتهم اللاحقة بصفة ” ادعوني وادعوكم ” .
• استقبال العروض المنتجة في معاهد وكليات الفنون الجميلة وتسجيلها على انها خاصة بالدائرة لسرقة مبالغ انتاجها وسلب فكرة اصل المنتج.
• تغييب فناني المحافظات وأعمالهم الفنية والاعتماد على الاعمال المنجزة في بغداد كونها غير مكلفة ولا تتحمل الدائرة السكن .. والاكتفاء بدعوة المؤثرين من المحافظات لسد الحاجة .
وأنا ارى ان المهرجان وعلى مدى الاربع سنوات الماضية سجل خرقاً للفنان العراقي على مستوى تغييب فناني المدن العراقية خارج العاصمة ورموز العراق والتوجه الى دعم اشخاص بعينهم وهم من يشكلوا الان لب التظاهر او الاعتراض ويحسب البعض انها تمثل الدفاع عن انفسهم ومصالحهم التي سيفقدونها مستقبلا وبعيدا عن جدليات المسرح وهويته ومكانته…وهو ما ينسحب على اسماء هامة وقامات مسرحية قد تم تغيبها لدعم اسماء مكررة كونها موالية للتخلف المسرحي الحاصل .. وربما البعض منهم لا يشكل حضوراً او تواجداً على مستوى الخشبة لجعلهم لجنة تحكيم او لجنة عليا وهم ايضا ممن شكلوا لوبياً للتظاهر دفاعاً عن اشخاص محددة  .
ولعلي استغرب بشكل كبير على الاصوات والبيانات الصادرة من قبل البعض ممن احترم اراءهم وتطلعاتهم كونهم لم يستشرفوا المستقبل بعد .. ويدعي البعض الكثير من خشيتهم على اسلمت المسرح وهم من حضروا ختاماً كان مسكه تكريم رجال الدين لرئيس المهرجان بجائزة دينية!!!
استغرب ان تنتهك حرمة شخص متخصص بالأدب والنقد وقد تقرر ان يتولى مسؤولية ادارية “بشكل مؤقت ” وتكليفه لتنظيم الفوضى الادارية والمالية الحاصلة في الدائرة ونسيانهم لشخصية مثلت اللصوصية بكل انواعها وتغييب الصوت المسرحي محلياً وعربياً ودولياً وتغييب الكثير من فناني المسرح ممن اعترضوا على اساليبه في ادارة المسرح .. واتهام القادم بجر المسرح الى منطقة الدين برغم عدم تسلمه لمهامه بعد .. وإنكارهم لمرجعيات المدير السابق كونه كان ضابطاً لأمن كلية الفنون الجميلة ولسنوات عدة ..
عموماً ارجو ان يتوجه الشباب ممن احبهم واحترمهم الى عدم الانجرار الى منطقة النزاع والانشغال بمشاريعهم المسرحية والابتعاد عن دعم الشخصيات الفاسدة كونها ادمنت سرقت مشاريع الفنانين وتغييب الاسماء الهامة وسرقة المال العام …
والعرض مستمر اصدقائي …

أحدث المقالات