المرتزقة: الذين يحاربون بأجر , وغالبا ما يكونون من الغرباء.
أما أن يكون المرتزقة من أهل البلد الذي يحاربونه , فلم يحصل إلا عندنا , وإن حصل في بلدان أخرى فيحسبون من الخونة المارقين الذين سينالون أقسى العقاب.
ففي مجتمعاتنا البعض يقاتلون المواطنين ويخربون بلدهم , وهم مأجورون من قبل قوى خارجية , تزودهم بالمال والعتاد ووسائط النقل والدعم الإعلامي وغيره , فيسرحون ويمرحون في بلدانهم ويدمرون معالمها , ويمحقون ما يشير إلى مسيرتها الحضارية.
مجاميع مرتزقة لها شأنها ودورها وقوتها وسلطتها ومقاماتها الرفيعة وعمائمها , واليد العليا في تمرير ما يتوافق ومصالح أولياء نعمتها.
ترى لماذا يتحول إبن الوطن إلى مرتزق؟
إنها طاهرة تستدعي الدراسة والتحليل الجريئ , لكي تتوصل المجتمعات المبتلاة بها إلى معالجات جذرية تمنع تكرارها.
البعض يرى أنها كينونات لذوي العاهات النفسية , تحقق إستثمارهم وتدجينهم لصالح الآخر الطامع فيهم , وآخرون يرون أنها نتائج لتراكمات سلوكية سلبية وضغوطات قاهرة , جعلتهم يعادون بلدهم وينتقمون منه.
وهناك مَن يرى أن المرتزقة يتم إعدادهم عاطفيا وإنفعاليا وطائفيا , وبرمجتهم بأساليب نفسية سلوكية , تنتهي بغسل أدمغتهم وحشوها بما يؤهلهم للقيام بدور المرتزق.
وغيرهم يرون أن للقهر الإقتصادي والسياسي والديني وإشاعة روح التشاؤم والإحباط , ونوايا ونوازع تجار الدين , الدور الكبير في صناعة فرق المرتزقة المشحونة عاطفيا والمتحركة كالعقارب العميناء.
وقد تطول التفسيرات والتحليلات , لكن الأمر المروّع أن إبن البلد يتحول إلى عدو لبلده ومواطنيه , ويحصد بواسطته عدوه ما يريد من الأهداف , والمرتزق كالمنوَّم الذي يتحرك بلا وعي أو إدراك لما يقوم به من سوء سلوك!!
فهل سيستوعب المرتزقة بأنهم آثمون؟!!