19 ديسمبر، 2024 11:02 م

المخوّلون هم الجالسون على الكراسي بموجب إرادة الدول الطامعة في البلاد والعباد وهدفهم تنفيذ الأجندات المنوطة بهم , ولا يملكون خيارا أو قدرة على إتخاذ قرار وطني حرّ , لأن البلد مرهون بإرادة القابضين على مصيره.
المخوّلون أنواع ودرجات , ويأتي في مقدمتهم أصحاب العمائم المؤدينة المقلدة التابعة لمراجعها , التي تفتي بما يبرر الوسائل الكفيلة بالوصول إلى الغايات المطلوبة.
وعندما يتحكم المخوّلون بالبلاد والعباد فلا فائدة تُرتجى من الكتابة وإبداء الرأي والنقد , لأن لكل من الإتجاهين وادٍ يسرح ويمرح فيه , ولن يتحقق اللقاء بينهما.
فالمخوّلون يرون الشعب أرقاما والوطن غنيمة , والآخرون يتكلمون بلغة وطنية وغيرة على الحقوق الإنسانية للمواطنين , وفي هذا إفتراق وتناقض شديد ما بين الحالتين.
وعليه فأن الأحوال ستمضي من سيئ إلى أسوأ , ولن يتحقق تقدم أو إنجاز إيجابي , لأنه ليس من ضمن الأهداف المرسومة لتنفيذها من قبل المخوّلين , الذين إذا حادوا عن المطلوب إثباته فأنهم سيُزاحون عن الكراسي في طرفة عين.
وتلك بلية مجتمعات بأبنائها , وشر البلية ما يُضحك , والأعجب من ذلك أن بعض أبناء المجتمع يرتضون القيام بدور المطية للآخرين الذين يستلبون وجودهم , ويحسبونهم أدوات تنفذ ما يريدونه ويخططون له , مما يعني أن العلة في المجتمع الذي أوجد من أبنائه إعداءً له.
فهؤلاء المخوّلون , تتحقق مساندتهم من الناس المغرر بهم , ولو تكررت الإنتخابات لأعادوهم إلى مناصبهم , لكنهم في ذات الوقت يتكلمون عنهم بما يشير إلى أنهم ضد الوطن والمواطنين , وكأن الكلام يكفي والعمل لا يعني.
مخوّلون ويعرفهم المجتمع بأنهم مُسيّرون ومأمورون ويخدمون الآخرين , وقد سقط حياؤهم ومات ضميرهم , وكشرت آمّارات السوء التي فيهم , لكنهم مؤازرون ومُناصرون , وفقا لمقتضيات الإستعباد والإمتهان والتلويح بالطائفية والمذهبية والفئوية , وبموجب أجندات مافيوية تقبض على المصير العام.
فهل تنفع الكتابة ويساهم التحليل والتقدير بتغيير؟!
ولسان حال الجميع يترنم قائلا: ” ومِنْ نكد الدنيا على الحرّ أن يرى …عدوا له ما مِنْ صَداقته بدُّ”

أحدث المقالات

أحدث المقالات