سلحفي , سلحفاء , سلحفاة: حيوان برمائي من فصيلة الزواحف له أربعة قوائم ويحيط بجسمه بيت عظمي يدخل فيه رأسه وقوائمه عند الضرورة.
والمتسلحفون الذين يمثلون السلحفاة بسلوكهم المتمترس وراء دروع إنفعالية صلدة.
فهم الذين يحيطون أنفسهم بجدران سميكة لا يرون من خلالها شيئا واضحا , ويستلطفون الظلامية والتعفن والإستنقاع والتأبّد في متاهات سوداء , لا ترغب بالشمس ولا بمجالسة القمر.
والتسلحف هو الإنحطاط والتخلف والتراجع والإنغماس في بئر الحرمان , ووادي النسيان والهيام في زمن الأصنام؟
فمَن يتسلحف يتصنم , ومن يتصنم تدوسه سنابك الحياة , وتدفنه عاديات الأيام.
والمتسلحفون هم الذين يدثرون أفكارهم بأغطية كثيفة من العواطف والإنفعالات , ويتمترسون داخل جلودهم المتحجرة وعيونهم الميدوزية ورؤوسهم الصخرية , فتختفي عندهم جميع الألوان , ويعلن اللون الأسود سيادته وقوته وتأثيره وفعله المتواصل , الذي يزيد من شدة المصائب الناجمة عن فعل التسلحف والإندثار.
بينما الحياة لا تقبل اللون الأسود وترفضه تماما , وتدفنه بالألوان الزاهية وتعطيه طعما وقيمة عندما يكون له دور في رسم صورة الحياة الجميلة.
وهكذا فهم يغرقون ويعمهون في بحر الإنفعال والعاطفة , ويخرجون منها إلى بر الغضب والتوحش والإفتراس , وبين البيئتين يتحركون بلا دراية ووعي , بل وفقا لمنهج التمترس الإنفعالي وراء فكرة ضالة , يحسبونها منبع الحقيقة والسعادة البشرية , وبأنها إرادة كونية وعناية سرمدية من أقوى إقتدار في مملكة الأكوان المطلقة!!
ترى لماذا يتسلحف البشر؟
ولماذا ينتقل من مملكة الإنسان وآفاق العقل الرحبة إلى مملكة الحيوانات البرمائية , ليعيش في خضم عواطفه وتحت نيران غضبه وإنفعالاته؟!!