ماذا ستقول يا سليم؟ فقد وضعك ولي نعمتك، في موقف لا تحسد عليه.
أشفق أحياناً، على أصحاب الأقلام المأجورة، وهم يحاولون أن يكتبوا أي شيء، يضمن لهم إستمرار لقمة العيش، فيتصيدون الإشاعات، ويملؤون الصحف والمواقع الإلكترونية، بتفاهاتهم التي تشبه الأغاني التجارية، لا غرض لها، سوى زيادة المبيعات، أو الأجور من المستفيدين، فيتخبطون بين مقال و آخر، محاولين تلميع صورة هذا، ومهاجمة خصوم ذاك، وتشويه سمعة ذلك.
المشكلة تكمن، في المواقف المتلونة لأولياء النعم، التي تجعل ( الكاذب) يتناقض في كتاباته، فما يلبث أن يسب أحداً، حتى يتصالح معه ولي النعمة، فيضطر لمدحه، و لحس الهراء الذي القاه عليه؛ ولا يكاد يهاجم دولة، ويتهمها بخراب البلاد والعباد، حتى يسافر لها (الحجي)، فيعود ليوصفها، بمقالات أقرب إلى قصائد الغزل.
كثرة المقالات الملوثة، جعلت كتابها كالمزكوم، لا هو يشبع ولا يعرف طعماً للأكل، فهم لم يعودوا يفهمون، لماذا يسبون، ولأي سبب يمدحون، ولا يعرفون عدوهم من الصديق، فتحولوا إلى عقول مبرمجة، تكتب وتنفذ ما تؤمر به، دون معرفته، و ربما يكون الأمر هو، التدمير الذاتي! نعم، فقد يكتبون ما ينهي حياتهم ككتاب، لأن أعينهم تراقب فقط، اليد التي تعد المال لهم.
أحد هذه الأقلام المزكومة، هو قلم ( الكاذب) سليم الحسني، هذا القلم الذي يعاني الرشح، من كثرة ما يخرج منه، من كلام غير مدروس، يهاجم بدون وعي، ويبني نظريات من نسج خياله، فيقع بناءه على رأسه.
إستغل الحسني، فبركة قناة الشرقية، لتصريح الشيخ معلة، ليبني نظرية مؤامرة، و وضع لروايته، أبطال وحبكة ونهاية، بل أن دقته، جعلته يصف الطبخة، التي سيأكلها الأبطال، على موقد كويتي، والطباخ أمريكي، على نفقة السعودي.
صال وجال شاهراً قلمه، واصفاً المؤامرة، عمقها وتاريخ نشوءها، و تباكى وهو يتكلم عن تمرد فلان وفلان، على المرجعية الدينية العليا، وإشتراكهم في هذه الطبخة السامة، مهدداً إياهم، بأن الشعب سيهدم اتفاقاتهم ويقول كلمته، برفض أي حكومة، تخرج من مطبخ المؤامرة.
بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة، من صولة الحسني، التي أراد أن يجاري بها، (صولة الفرسان) لقائده الضرورة، طار ( الحجي ) إلى دولة الكويت، دون أن يعطي فارسه، وقتاً ليمسح عرق جبينه، الذي تحول بصاقاً، سقط عائداً على وجهه، فأصبح ( مثل تفَّال السما).
ماذا ستقول يا سليم، عن سفرة ولي نعمتك إلى الكويت؟ هل ذهب حاملاً قدره، ليحصل على حصته من الطبخة؟ أ سوف يحصل على شيء؟ أم يكتفي بجمع الفتات؟ من هو العميل اذاً؟ من هو الذي أصابه اليأس، فذهب يستجدي الدعم الخارجي؟
هذه هي نتيجة التسرع، في الهجوم على الخصم، بل هذه هي (حوبة الحكيم) التي لا تخطيء أحداً، جعلتك موضعاً للسخرية، فأنصحك بالتوبة عن مهاجمته، فلا ندري ماذا ستكون العاقبة في المرات القادمة.