(المادة الحافظة) للنظام السياسي

(المادة الحافظة) للنظام السياسي

لقاء ترامب ـ زيلنسكي الاخير في البيت الابيض الذي احدث لغطاً وجدلاً واسعاً اعلامياً وجماهيرياً حول من الذي حقق اهدافه؟!، في سيناريو ( اكشن) استخدمت فيه جميع اساليب وعمليات الاعلام النفسي، بدءً من (سيمياء) الوجه الى لغة الجسد، وليس انتهاءً باسلوب الكلام ومداخلات نائب الرئيس الخارجة عن الاعراف الدبلوماسية!، والتي هدفت الى تشتيت زيلنسكي، وبالتالي اظهاره بوضعية الضعف والتبعية مقرونة بأقصائية ترامب ومصادرة الحديث واستخدام اشارات الاصابع، رغم ذلك كان الرئيس الاوكراني على قدر من الثقة ووجه اسئلة لنائب الرئيس دفعت ترامب الى التدخل لضمان اظهار السيطرة على ادارة اللقاء.
الى هنا ننتقل من مشهد اللقاء الى تحليل موقف الرئيس الاوكراني الذي أبرزفيها ثقة واضحة يبدو أنها بنيت على قراءة استباقية لمواقف الولايات المتحدة الامريكية من المتغيرات في منطقة المشرق العربي التي اوضحت تنسيق عالي ( امريكي ـ روسي) في سوريا، مايعني اسقاط صفقة ( زيلنسكي ـ الاسد ) على الواقع، سيما وأن الاخير حالياً لاجى في روسيا موطن الاتفاق، الى قراءة شخصية الرئيس الامريكي ترامب المعروفة بعدم احترام خصومها واصدقائها.
كل تلك العوامل هيأت زلينسكي للأستعداد للقاء نفسياً وبرتوكولياً، وهنا لابد ان نسجل لزيلنسكي عدم ارتداءه بدلة رسمية في لقاء ترامب، وهو تصريح وليس تلميح واضح بعدم احترام ترامب، ومن قبله الولايات المتحدة الامريكية، كونهما أي الدولة والرئيس لايحترمان الاتفاقات السياسية ولايلتزمون بتعهداتهم ازاء اصدقاءهم، ورغم منطقية العوامل التي اظهرت الرئيس الاوكراني بتلك الصلابة التي جعلت اللقاء عقيماً لترامب ( فلم تبدر كلمة شكرمنه للجانب الامريكي)!، مافرض نهاية اللقاء، يظل السبب الرئيس في صلابة زلينسكي هو التأييد والمساندة الشعبية التي جعلت من الرئيس يشير لها رغم قلة حديثه في اللقاء، وهنا لابد من الاشارة الى ان الشعوب هي
( المادة الحافظة) للأنظمة السياسية وهيبتها.