26 ديسمبر، 2024 11:17 م

الذين يتمترسون بالماضيات , ولا يستطيعون التحرر من أصفادها.

وما أكثر الموضوعات المأترخة , التي تحدثك بلسان الغابرات , ولا يعنيها الحاضر والمستقبل , بل تريد إحياء الأموات والترنم بقيادة الأجداث , والإذعان لرؤاهم وما تفتقت به أذهانهم في زمانهم البعيد  , فكيف نكون والغوص في الرميم ديدننا العقيم.

المنشورات معظمها تفوح منها روائح لجثث متفسخة , وأجداث ما بقي منها ما يشير إليها , بعد أن أكلها التراب , وشبعت بها ديدان الأرض وآفاتها في ظلمة بطنها.

كتابات لا تمت بصلة لعصرنا , وتستعمل مفردات غثيثة , وتتسابق المواقع ووسائل الإعلام المتنوعة لنشرها وتسويقها بإندفاعية فائقة , وكأنها تريد الثأر من الحاضر بسيوف الماضي , في زمن ما عاد للسيوف دور مهم , بعد أن توفرت الأسلحة الفتاكة المرعبة.

ما فائدة إجترار ما مضى وما إنقضى؟

هل أنها لعبة تدمير وجود الأمة ومحق هويتها؟

“تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم , ولا تسألون عما كانوا يعملون”

فهل علينا أن نفسر ونؤول ونتبع أدعياء الدين؟

متى نستيقظ ونتنبه ونعالج تحديات حاضرنا بعقولنا الحرة المتفاعلة؟

إنها لعبة تمويتنا , وتقزيمنا , وتقطيع أوصالنا , فالهدف يؤهل عناصره للنيل منه , ويبدو أن الأمة تأكلها طاقاتها وقدراتها الحضارية , وكأننا نفترس وجودنا , ليهنأ الطامعون بنا , ويسعدون بما نقدمه لهم من إنجازات تؤمّن مصالحهم وتحمي مطامعهم , ونحن في غفلتنا عامهون!!

فإلى متى يبقى غبار الغابرات يخنقنا؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات