18 ديسمبر، 2024 11:05 م

يتكلمون في المواقع المتلفزة والمنابر بأنواعها على وزن “لغاية في نفس يعقوب” , والبعض يرى أن “المعنى في قلب القائل” , والبينة التي لا تقبل الشك , أنهم يسعون بمَن يخاطبونهم إلى جحيمات سقر , أيا كان شكلها وتداعياتها.
وهذا ديدن الكلام الطاغي على وسائل الإعلام , منذ أن “كام الداس يا عباس” , واختلط حابلها بنابلها , وتلاحت الناس مع الناس.
فويل للناطق بالحق , والمناهض للباطل , لأن الضمير عاطل , والجمع غافل , والقابض على المصير جاهل , والطريد العاقل , وكل من عليها آفل!!
سمعت مناديا ينادي أن حي على الفساد , يا أيها العباد , فالغنيمة البلاد , والفتاوى تبرر المراد , فاشتهي كما تريد , فأنت القائد والمُقاد.
وما أكثر الأقلام التي تكتب بحبر المثالب , ولديها أسوأ المطالب , وتدافع بنفاقها عن أولياء التداعيات والمصائب , وإياك أن تسألها عمّن سيُحاسَب , فهي الضحية والجلاد , والحاكم والمحكوم , وغيرها منبوذ ومرجوم.
قالت النوائب إياك أن تطالب , في عالم المآرب , غاياته تبرر المكاسب , وتُحضِر المصائب , وترهن الجموع في خانة الأرانب , وتولي عليها القرود والثعالب , وتناشدها أن تدين بالتكالب , وتشرع الأبواب للتابع الخائب.
أيامكم شديدة , ذنوبكم عديدة , عواقبها فريدة , من بدع السلطان , القاهر المنان , يحتقر الإنسان , في باحة الميدان , ويجلب النواكب , وكلها تراقب , والناس تستغيث , من حاكمٍ خبيث , قائده العدوان.
يا حضرة الكتّاب لا تطرقوا الأبواب , لا تشربوا الأنخاب , والناس في نحيب!!
فئرانها تأسدت , وقطة تعثرت , بصيدها اللعين , وانتبهت لفأرةٍ تنهرها!!
عسيرها تعاظمت أركانه , ويسرها قريب!!
د-صادق السامرائي