كشف وباء الكورونا غفلة البشرية التي أمضت العقود تلو العقود منشغلة ببعضها وكلها مستهدف من قبل كائنات لا مرئية.
ومن العار على البشرية أن يتمكن منها هذا الوباء , وهي في ذروة تقدمها التكنولوجي والإليكتروني , وما وصلت إليه من علوم ومعارف وتطورات غير مسبوقة في التأريخ , ووفقا لما هي عليه داهمها وباء غير مسبوق , ليقبض على 211 دولة حتى الآن , ويجعلها تستغيث , لأن العلاج مفقود واللقاح بعيد المنال ويحتاج إلى شهور وشهور.
فما الفرق بين هذا الوباء وما سبقه من الأوبئة في القرون السابقة؟
إنه داهم الدنيا كما داهمتها الأوبئة من قبل , وإذا بهذا التقدم العلمي الفائق يتهاوى ويضمحل , وإذا بالقوى الكبرى تتنافس على الكممامات والمستلزمات الوقائية الأخرى.
أ ليس هذا هو الخزي العظيم!!
لماذا لم تصيخ البشرية السمع إلى صوت العلم والعقل والتحذيرات والإنذارات , وتعد العدة وتُعمل العقول للومواجهة المرتقبة ؟
لماذا أهملت نداءات العلماء وآراء الخبراء , وأمعنت في سفه القوة والهيمنة والكلام العدواني المشين؟
فأين القوة أمام الوباء؟
مَن هو القوي؟
الذي يدعي هو الأقوى يفتك به الوباء فتكا مروعا ويشل حركة الحياة في دياره تماما!!
من الصعب فهم ما يجري ويدور في الدنيا منذ مطلع عام 2020 فالتداعيات متسارعة والتفاعلات خطيرة , والدنيا وكأنها تمضي إلى الهاوية رغما عنها , والعديد من القوى أخذت تكشر عن عدوانيتها وطاقاتها الإنتقامية المطمورة المتراكمة الجاهزة للإنفلات.
وسيقف التأريخ مذهولا أمام ما يجري وسيجري فوق التراب , لأن الكورونا لن يرخي قبضته وسيحصد ما يريده من البشر , رغم أنف العلم والمعارف , فقد باغت الدنيا وهي في معتركات وتصارعات حامية وظهرها مكشوف ورأسها محفوف بالأوهام , فأدركت أنها كانت تطارد خيط دخان!!
فما قيمة التقدم والعلم إذا إنتفت الأخلاق؟!!