اذا قتلك االسلطان كلنا نفاقا نبارك للسلطان على فعلته هذه و لا نلومه لانه خلص كذبا البلاد والعباد من شر مبيت اما اذا قتلتك كوارث الدنيا ترى الناس كلها تتأسى لك وتهب للمساعدة والعون باي شكل كان. وفي كلتا الحالتين الضحية هي الانسان ذلك المخلوق الذي حرمت كل شرائع الكون قتله باي شكل كان ولاي سبب كان. وحتى اذا قتلتك الدنيا فقد يكون تقصير اخوك الانسان هو المسبب لطمع ما. اذن هذا هو الفرق بين الكوارث التي يصنعها الانسان (Man- made disasters ) وبين الكوارث الطبيعية(Natural Disasters )
الكارثة الاخيرة التي شهدها عالمنا نعم انها كارثة كبرى طبيعية بكل المعاير لكن شارك فيها الى حد ما ايضا الانسان بطمعه وجشعه حيث شيد العمارات العالية الشاهقة واسكن ابناء جلدته فيها دون الاخذ بالحسبان المخاطر المختلفة على حياة الناس ودون اي اهتمام بمعاير السلامة(ٍSafety Measures ) والامان كما شاركت في ذلك ايضا الحكومات باطماعها الانتخابية لتحقيق منجزات من اجل تحفيز المواطنين على اعادتها الى او ابقاءها على كرسي السلطة: نعم شاركت فيها سلطات الدولة كلها وحاولت تغير التوازنات الربانية. حيث ما خلق الله الكون الا بتوازنات واي اختلال فيها كما يعلم الجميع يؤدي الى الكوارث.
وبخصوص التوازنات والاختلالات ففي الصين مثلا في المنتصف الثاني من القرن العشرين حاول احد اقوى زعماء العالم ماو تسي تونغ احداث تطور كبير في بلاده فقد قام بحملة القفزة الكبرى الى الامام ( The Great leap forward) وكان الهدف الرئيسي من ضمن ما قام به محاولة تطوير الانتاج الزراعي والقضاء على الآفات الزراعية وزيادة الانتاج الزراعي لسد حاجات الناس وذلك من خلال تدشين حملة ابادة الآفات الاربع(four pests campaign) وهي: الفئران والذباب والبعوض والعصافير لانها كانت تتلف المزروعات وتؤثر على الانتاج الزراعي بشكل كبير ولكن كان مردود هذا العمل سليبا على الاقتصاد الصيني لان ابادةالعصافير(Sparrows)ادت الى انتشار الجراد بشكل كبير مما اثر سلبا على الانتاج الزراعي وسبب مجاعات في البلاد وحتى سببت ابادة العصافير ازمة دبلوماسية ما بين بولندا والصين لان العصافير كانت تلجأ الى حدائق السفارة البولندية في بكين والسفارة هذه لاتسمح بقتل العصافير. ولكن ماو ادرك خطأه والغى ابادة االآفات.. واقتصرت الابادة على البق او الناموس (Bugs).
والذي يجدر ذكره هنا ان الكوارث التي سببها الانسان في فترة ما بعد الحرب العالمية الاخيرة كثيرة ولعل من اهمها وابرزها المجزرة التي راح ضحيتها 2 مليون شخص او اكثر في سبعينيات القرن الماضي والتي تم ارتكبها في كمبوديا على يد رئيس حكومتها آنذاك الماركسي- اللينني بول بوت الذي اراد ان يحول كمبوديا الى بلاد زراعية فاجبر الناس على مغادرة المدن والتمركز والعيش في الحقول والقرى والارياف وبذلهم قصارى الجهود لزيادة الانتاج والغاء ترف الملابس والنقود مما اتعب وارهق الناس الى ان تمت ازاحته بمساعدة خارجية من الدول المجاورة. هذه كارثة بحتة من فعل الانسان في ما بعد الحرب العالمية الثانية بطلها سيء الصيت بول بوت
( Infamous\notorious Pol Pot)
ما اردنا قوله يا سادتي ان الكون وكل شيء فيه خلقه الباري بتوازنات واي اختلال في هذه التوازنات يجر الى مصائب وكوارث وما الانسان في هذا الكون الا وله يد وبنسب متفاوتة وبشكل ما في هذه الكوارث. فاذا انخفضت نسب مشاركته كانت الكوارث من خارج اطار قدرة الانسان نسبيا مالم يتخذ هذا الانسان الاحتيطات اللازمة واذا انفرد هذا الانسان او ارتفعت مشاركته فهو شريك بها الى حد كبير وقد اجرم بحق البشرية.
*برفسور الترجمة الاعلامية\جامعة عجمان\الامالرات العربية المتحدة