18 ديسمبر، 2024 9:04 م

حينَ استفقتُ في صباحٍ باكرٍ ومُبهرٍ

من سُكرَةٍ

ولأولِ مرةٍ

منذُ زمنٍ بعيدِ

يدي تكادُ تمسكُ بالزُّهْرةِ

فلم أرى الصباح منذ أربعينَ أَبَدا

و ذي روحي القذرة

تغتسلُ بغبار المجرةِ : بينابيع الأملِ

وبلآليءِ المدى

دوّنتُ بعضا من شتات الحُلم

على عجلِ

الله ! يا لهُ من صيدٍ وافرٍِ ..

ورميتُ الأوراقَ فوق الطاولةِ

كأنما أودعتُ طياتها سِرّْ ..

.. دخلَ كلبي يتشممُ نابحاً

داساً بوزهُ في كومة الأوراق!

وصيرَّ نباحهُ زمجرةً

قدَحَتْ عيناهُ غضبا جامحاً

ولعابهُ خَرَّ خَرّْ ..

: ترى هل يرى في الأوراقِ لصوصُ ؟!

فقلتُ ..بلا جدوى : إِشّْ شْ

فأراني أنيابهُ !

تَمَلَقتَهُ : قلبي

حبيبي!

رفيقي الأوفى لي

كأنما كلبي أُصيبَ بالطرَشْ ..

وهنا أمسكتُ نعالي الغليظُ

الذي سوّاهُ الدَّهْر جلمود صخرٍ

وبأقصى ما أملكُ من قوةٍ

رباط جأشْ ..

رميتَهُ ما بينَ الأنفِ والعينِ

كأنما أفاقَ وهو ” يعوصُ ..”

لكنًهُ زمجَّرَ مرةًً أخرى

وحدّقَ بي بعيونِ ذئبٍ وروحَ جِنِّي

هرِعتُ ومزقتُ الأوراق أمام عينيهِ

رميتُ قصاصاتها على الأرضِ

رعباً وعلى مضضِ

حين ما أكملتُ هذا

انزوى نحوَ زاويةِ الغرفةِ

أسبلَ الأجفان في عسل الغمضِ .