18 ديسمبر، 2024 11:40 م

الكلام الوطني هذيان!!

الكلام الوطني هذيان!!

من عجائب ما يدور في واقعنا أن الحديث عن الوطن والوطنية صار نوعا من الهذيان , ويُحسب على أنه تخريف , والذين يتناولون مواضيعَ وطنية يعيشون في عالم بعيدٍ , مترع بالفنتازيا والخيالات والتصورات والتهيؤات الرومانتيكية.
كلما تنشر موضوعا عن الوطن يهرب منه القراء , وتلعنه المواقع , وتنكره وسائل الإعلام , فالموضوعات المحببة , هي التي تسب وتشتم وتتحدث عن أشخاص , وكأنها بالقول بأن فلان فعل كذا وفلان كذا حررت البلاد من الفساد , وأعادت حقوق العباد.
وفي حقيقة ما تفعله ترويح وتصريف للمشاعر السلبية المحتقنة في الصدور , وما يقومون به أضعف من أضعف الإيمان , فهم يعززون دور الفاسدين ويسوغون ما يقومون به من نهب وسلب لحقوق الآخرين , ويوهمونهم بأنهم يطالبون بحقوقهم ويدافعون عنهم , وعندما تسألهم عن الوطن , يخبرونك بأنه ضمير مستتر تقديره هو!!
أي أنهم يشاركون في تغييب الوعي الوطني , وتدمير الأحاسيس الوطنية وتبليدها , وعندما يختفي الوطن , فلا قيمة لإتهام الشخص بأي سلوك سلبي , لأنه لا يتصرف ضمن وعاء وطني , وإنما بأسلوب عقائدي ينفي وجود وطن.
وما تقوم به بعض الأقلام إغفال أن حقيقة ما يجري ينطلق من تمويت الوطن , ومصادرة معانيه وقيمه وتقاليده وما فيه من أواصر إعتصام وألفة وتآخي وحرص على الأمن والأمان.
فكلما ضعفت المعاني والثوابت الوطنية , إزدادت النشاطات المعادية للوطن والمواطنين , لأنها ستكون في حِل من أي رادع أو ضابط لسلوكها.
ولهذا تجدنا في متاهات المعتركات العبثية اللامجدية التي تأخذنا إلى مواطن الويلات والتداعيات المتفاقمة , الغير قادرة على وضع الحلول لأبسط المشاكل والتحديات , لأن الوطن في غياهب النكران والإمتهان.
ولابد من تأكيد المعاني الوطنية , والإعتزاز بالوطن لكي تستقر الأوضاع ويعرف المواطنون مسارات وجودهم القويم.
فهل من عودة إلى الوطن؟!!