“وطن تشيده الجماجم والدم…تتحطم الدنيا ولا يتحطم”
هذا منطوق التفاعل بين الكراسي والمواطنين , منذ إنطلاق العهود الجمهورية في دول الأمة , وبموجبه صارت الكراسي الحاكمة آثمة , بينما واجبها أن تكون للشعب خادمة.
إنها لغة الدم , وسلوك القتل المباح , لمن يبوح ببنت شفة ضد النظام الحاكم.
والحقيقة المرة أن الكراسي في دول الأمة , أمضت فترات حكمها ممرغة بالخطايا والآثام , وما تعلمت كيف تخدم شعوبها وتحترم مواطنيها.
ومعظمها برعت ببناء السجون والمعتقلات , والسجون السرية , وعذبت وخطفت وغيبت , وأشهرت الظلم وتنكرت للعدالة , وحقوق الإنسان.
فكم من السجون السرية في دولنا؟
وكم من الأبريا يقبعون في غياهب القهر والإمتهان؟
الكراسي ملك الشعوب , وليست للعدوان عليها.
ومن الصعب أن يفهم الحكام المتسلطون على أبناء الأمة , أنهم يخدمون لا يُجرمون بحق الناس , على أنهم يحكمون , ولابد من السيف والنطع , والخنوع والمذلة , والإرتهان بالسمع والطاعة , والتحول إلى متسولين في حضرة الحاكم المنّان.
أنظمة حكمنا تسرق ثرواتنا وتقهرنا وتشردنا وتمنعنا من التعبير عن طاقاتنا , وعلينا أن نكون تحت أقدامها , ونتصرف كالعبيد في بلداننا التي يحسبون أن لهم الحق بإمتلاكها وإمتلاكنا , ويجتهدون بإذلالنا وحرماننا من حقوقنا الطبيعية , ويتعاونون مع أعدائنا للقبض على مصيرنا وتجريدنا من آدميتنا , فنصبح بعرفهم أرقاما يمحونها أنى تشاء رغباتهم الدونية.
فالنفوس الأمارة بالسوء تقودهم , والأنانية الحمقاء ديدنهم , وما مارسوا الرحمة والسماحة وأنكروا “حب الوطن من الإيمان”!!
فالرحمة في عرفهم بهتان , ولكي تحكم عليك أن تقتل الإنسان!!
و”إن الله يعذب الذين يعذبون الناس”!!
و” طنٌ تشيده الجماجم والدم…تتقدم الدنيا ولا يتقدم”!!
د-صادق السامرائي