فرية الشعب جاهل من أساليب الكراسي للحكم , وأصحابها من أجهل الجاهلين , ولو إمتحنت أحدهم بقواعد اللغة العربية لوجدته من الراسبين بإمتياز , والدليل أنهم لا يعرفون النطق السليم , ولا يستطيعون كتابة جملة بلا أخطاء , وخطبهم ضعيفة لغويا.
ولو كانوا في مجتمعات أخرى لنكلّت بهم وسائل الإعلام , فلا يوجد مسؤول لا يجيد الكتابة والخطابة بلغته إلا في مجتمعاتنا , التي تتجاهل ما يأتي به جهلاء الكراسي الذين يتهمون الشعب بالجهل , فيصدق أكاذيبهم ويؤكد لهم جهله بتغاضيه عن أخطالهم اللغوية المشينة.
فهم من الجاهلين , فالذي لا يعرف الكلام المنضبط الصحيح بلغته , فتفكيره مضطراب , وليس بصاحب عقل سليم.
إمتحنوا أصحاب الكراسي بتأريخ الوطن وجغرافيته ولغته , وستعرفون بأن وصف الجاهلين ربما مدح لهم!!
مجتمعاتنا إرتضت أن يقودها الجهلاء , وهي تحصد ما قبلت به وتفاعلت معه , فتجدها تضع الغير مؤهلين نفسيا ومعرفيا وسلوكيا في مواقع المسؤولية وتتشكى منهم بالقول لا بالفعل , لأنهم إمتلكوا أدوات قمعها وقهرها وزجها في السجون بل وقتلها.
فالجاهل ما أن تتوفر له القوة فأنه يستعملها ضد الشعب , ولهذا تجدهم يعادون الشعب ويضطهدونه , ويمعنون بحرمانه من أبسط الحاجات الإنسانية , ليقبضوا على مصيره ويستعبدوه.
فجهلاء الكراسي يجيدون البطش بالمواطنين , فرؤوسهم فارغة ونفوسهم مترعة بالمؤججات الإنفعالية والنوازع الغابية , التي يترجمونها بوقاحة لغياب الرادع القانوني والضابط الدستوري.
ومهما تثقفت الشعوب وتعلمت , فأن الكراسي الجاهلة ستتمكن منها وتمنعها من التعبير عن ثقافتها , وتتسبب لها بمشاكل متوالدة , ومما تقوم به زجها في حروب وصراعات دامية , لتحافظ على بقائها في السلطة إلى حين.
والكراسي الجاهلة مطلوبة وضرورية لتمرير المصالح , وتدمير الوطن وتبديد ثرواته وطاقاته ومنعه من التقدم والعمران , وهي مؤيَّدة من القوى الطامعة بالبلاد والعباد.
ووفقا لآليات تحقيق المصالح , فلا يكون في كراسي الحكم غير الجهلاء , لأنهم الدمى المطلوبة
لتنفيذ الأوامر وتأدية المهمات اللازمة , وعلى حساب المصالح الوطنية.
وتلك علة جوهرية فاعلة في مجتمعات يقودها الجهلاء المسخرون لتنفيذ أجندات المفترسين!!
فالكراسي مقاعد الجاهلين في مجتمعات تقول للظلم آمين!!