23 ديسمبر، 2024 12:57 ص

الكراسي تهين لغة الضاد!!

الكراسي تهين لغة الضاد!!

لا يوجد مسؤول في دول الدنيا إذا تكلم بلغته أخطأ وتعثر بنطقه , وأخل بقواعدها وأصوالها وضوابطها , ولا يواجه بموجة من الإنتقادات.
هل وجدتم مسؤولا مهما كانت درجته في أي دولة لا يجيد الكلام بلغته؟
هذه الظاهرة موجودة في دولنا العربية , التي يعوزها مسؤول يتكلم العربية كما يجب , ويكتب بها بإنضباطية , ويعجبك الإستماع إلى كلمة يلقيها فتتعلم منها وتستفيد.
أتحداكم إن وجدتم مسؤولا يتكلم لبضعة دقائق ولا يهين لغة الضاد , فيرفع المنصوب ويفتح المجرور ويتلعثم ويضطرب , وتتعجب كيف يعجز عن الإتيان بجملة سليمة!!
هذا السائد في واقعنا , ومن النادر أن تجد مَن ينتقد المسؤول ويواجهه بقوة وغيرة على العربية , ويقول له عليك أن تتعلم كيف تتكلم وتنطق الكلمات , لا أن تمارس الخطل وتراكم الأخطاء فيما تقوله وتكتبه.
أحد المسؤولين في الدول المتقدمة وضع كلمة في غير مكانها المناسب فأعطت معنى غير الذي يقصده , فأقيمت الدنيا عليه , وهاجمته الصحف ووسائل الإعلام بشراسة , فأدبته لغويا وعلمته أن التحدث للمواطنين ليست نزهة , وإنما مسؤولية أخلاقية وأدبية ولغوية.
والمسؤولية اللغوية مهمة لأنها تشير إلى تفكير صحيح , فالعقل السليم في النطق السليم , وإذا إضطرب النطق باللغة فهذا يعني أن التفكير مضطرب , والكلام مرآة العقل , فأنت كما تتكلم , ولهذا قيل “تكلم لأراك”.
والمشكلة أن المسؤولين عندما يتكلمون مع مسؤولين أجانب , فأن المترجمين يتحيرون وينقلون لمسؤوليهم بأن هذا المسؤول لا يجيد الكلام بلغته , لأن المترجم يعرف اللغة العربية أحسن منه!!
فارحموا لغة الضاد يا أصحاب السيادة والجلالة والفخامة الكرام , وتدربوا على النطق السليم , ولا ترتجلوا لأنكم ستأتون بما يؤذي العربية , ويرسم صورة سيئة عنكم.
وعلى وسائل الإعلام التصدي لخطلهم عندما يتكلمون ويكتبون , لكي يعرفوا بأن على ما ينطقون به ألف رقيب ورقيب.
ترى ألا يخجلون من هذا السلوك؟!!