المقصود بالحصرم أنهم يتخذون قرارات فجائعية تدميرية لذاتهم وموضوعهم وأوطانهم وشعوبهم , ويتركون المواطنين يتخبطون في سجير الويلات التي أوقدوها.
فما يحصل في بلاد العرب من أقصاها إلى أقصاها , هو من نتائج أخطاء وخطايا ومآثم متراكمة لأنظمة حكم فاشلة فاسدة ظالمة مستحوذة أنانية كاذبة , لا تفكر بمصلحة البلاد التي تقبض على عنقها , وإنما غايتها وهدفها خدمة مصالح الآخرين الذين يدعمون بقاءها في الحكم لأطول فترة ممكنة , يتمكنون فيها من تحقيق أكبر السرقات وإمتلاك أعظم العقارات وبعدها ليحصل الذي يحصل.
ليقول مَن يحلو له أن يقول ويجتهد في الثرد حول صحون الويلات المتعاظمة والتداعيات المتكالبة , لكن الحقيقة الدامغة المرعبة أن ما يحصل هو من نتائج سوء الحكم وفظائعه , وعدم وجود قيادات وطنية إنسانية واعية غيورة ذات إرادة حرة.
فالعرب ساروا في دروب التناحرات والهلاك والخسران وتبديد الثروات , وتدمير الطاقات وكتم أنفاس الشباب وحرق الأجيال بالأجيال , وما تعلموا كيف يتكاتفون ويتفاعلون ويبدعون , ويساهمون في البناء وصناعة الفرص ومنح الأمل , بل أن كل نظام حكم يبني السجون والمعتقلات ويعدم من الناس الآلاف تلو الآلاف تحت ذرائع وإدعاءات متنوعة ومتجددة , تبدأ بالمؤامرات والخيانات وتنتهي بالإرهاب وما سيأتي بعده وما يدور حوله من التهم التي تعني بأن البشر عبارة عن أرقام.
فالأنظمة العربية قتلت من العرب ما لم يجرؤ عليه غيرها , وشردت منهم الملايين تلو الملايين.
الأنظمة العربية السابقة والحالية أشبعت الناس ظلما ويؤسا وقتلا وتعذيبا وتشريدا وقهرا , وأغلقت الأبواب أمام الشباب وما عادت هناك فرصة عمل لأحد , ولا عمل سوى القتل والقتل وحسب.
فالوظائف السانحة اليوم هي وظائف القتل بالإنتماء لهذه الفئة أو تلك.
فهل سيستعيدون رشدهم , وهل سيخرجون من دوامة غيهم وضلالهم , ويتعلمون المحبة والأخوة والرحمة والتعاضد والتفاعل الصالح للحاضر والمستقبل , أم ستمضي قوافل الأجيال في صراعات إتلافية إنقراضية مهولة؟!!