22 ديسمبر، 2024 7:12 م

الكراسي المؤدينة والمستقبل!!

الكراسي المؤدينة والمستقبل!!

الأرض أضحت تتجمع على شاشة بحجم كف اليد أو أصغر , وما يحصل فوق التراب يظهر عليها بسرعة خاطفة , فالبشر متواصل آنيا مع ما يدور في الدنيا , وهذه ظاهرة غير مسبوقة , إنطلقت مع فاتحة القرن الحادي والعشرين.
فكيف للكراسي المؤدينة أن تصمد أمام تيار الثورة المعلوماتية الهدّار؟
إن قوانين الحركة والدوران لا تتوافق مع التأبّد والسكون السلوكي , فالذي يريد البقاء عليه أن يواكب ويتفاعل مع مفردات مكانه وزمانه , لا أن يندحر في الغابرات , ويتمنطق بالأضاليل والخرافات , فأنوار العقول ساطعة , والبراهين دامغة.
وأمام النور لا يصمد الظلام , وأمام الحقيقة ينهار الضلال والبهتان , والمنغمسون يالغيوب والتصورات والتهيؤات منهزمون حتما , هذا ما تردده أيام الحاضر وتدعو إليه آفاق المستقبل الباهر.
فالدنيا ما عادت قوافل , بل قافلة واحدة على ذات السكة تسير , فهل يمكن للموجودات المتحركة على غيرها أن تدوم؟
المنطق الرياضي والفيزيائي والقوانين الطبيعية والكونية تشير إلى أن إرادة الدوران فاعلة , ومؤثرة ومهيمنة على الموجودات الأرضية , ولا تستطيع التحرر من قبضتها , فالجاذبية عاتية السلطان , والتراب نهم وجوعان.
وفي عالم يتحرك خارج غلاف الكرة الأرضية , ويحاول التواصل مع موجودات كونية , أصبح لزاما على الرؤى والتصورات والمعتقدات أن تبتكر وسائل ومهارات , تمكنها من التفاعل الإيجابي مع محيطها الأرضي , وإلا فأن عواصف الإنقراض وأعاصيره ستجتاحها وتبيدها , وتستبدلها بما يتوافق مع إيقاعات إرادة الدوران.
وبموجب ذلك فأن الكراسي المؤدينة بأنواعها , سوف لن تصمد طويلا وستتآكل من داخلها , وتتحول إلى هشيم , فالإندحار في خنادق الضلال والتمترس في جحور البهتان , ستصيبها بالعمى العقلي وتقربها إلى شفا حفرة الغياب الأليم.
وعليه فأن إنقشاع الغيوم المؤدينة السوداء من الكراسي في عدد من الدول المبتلاة بها أمر حتمي , وكلما طال بقاؤها سيتعاظم سوء مصيرها , وعليها أن تغادر ميادين الحياة السياسية عاجلا لا آجلا.
فهل سترعوي وتثوب إلى رشدها وتتقي ربها , أم ستبقى على كراسي الوعيد والثبور , تجأر وتخور؟!!