3 ديسمبر، 2024 2:35 ص
Search
Close this search box.

الكراسي القاسية!!

الأوطان لا تطرد أهلها , وإنما الكراسي المعادية للشعوب , والمتعاونة مع الطامعين في ثرواتها , ولكي تبقى في مناصبها تذيق الشعب الويلات , وتدفعه لمغادرة البلاد , والتشرد في الدنيا بحثا عن ملاذ آمن , يحميه من قسوتها التي تلاحقه إلى حيث يكون.

الكراسي تتحكم بالعباد بحرمانهم من الحاجات الأساسية للحياة , وبمصادرة حقوقهم اِلإنسانية , وبتجريدهم من آدميتهم , وإمعانها بإمتهانهم وقهرهم وترويعهم , وتهديدهم بشتى أساليب الشر والعدوان.

ولا يمكن لكرسي أن يعادي شعبه دون مساندات خارجية من قِوى لها أهدافها , ومطامعها العلنية والخفية بالبلاد المرهونة بالكراسي , التي يتوطنها مَن ماتت ضمائرهم , وتفتحت أمّارات السوء التي فيهم , فعاثوا فسادا في كل شيئ يمت بصلة للبلاد , التي عليها يتسلطون وبمعونة الآخرين يتسيّدون.

وتجد الدول القوية القادرة على تأمين الحياة لشعوبها في محنة مواجهة موجات الهجرة من البلدان المنكوبة بالكراسي , التي لا يجوز لها توفير الحياة الحرة الكريمة لأبناء الشعب , لأنها تتقاطع ومصالح الأقوياء الذين وضعوهم في مناصبهم الخدمية لتحقيق غاياتهم.

فالدول القوية تستثمر في تداعيات الدول المقهورة بأنظمة حكمها , ولا تسعى للمساهمة في تحسين أوضاع المعيشة , وإستحضارالحقوق المشروعة للمواطنين , الذين يتضوّرون من الحرمان والإرتهان بالركض المرهق وراء الحاجات الضرورية للبقاء.

وتتوارد الأخبار عن موت العشرات من الذين غادروا أوطانهم على أمل الفوز بحياة حرة كريمة , فهؤلاء يغرقون وغيرهم يموتون إختناقا , وآخرون يقتلون ويتحوّلون إلى بضائع تُباع وتشترى في مزادات الإمتهان الفظيع للبشر.

فلماذا لا تعيد الدول القوية النظر في رؤيتها للمجتمعات الأخرى , وتعمل بجد وإخلاص على تحويل أوطانها إلى مرابع ذات قيمة إقتصادية وإنسانية , تتوفر فيها الحاجات اللازمة للحياة المعاصرة؟

لماذا تسرق الدول القوية طاقات الدول المُستضعفة وتسخرها لتأمين إقتدارها؟

إلى متى ستتواصل البشرية على هذا المنوال الغاشم الأليم؟

ولماذا دولنا الثرية ترهق المواطنين بالقهر والحرمان؟!!

و”كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”!!

أحدث المقالات