18 ديسمبر، 2024 10:00 م

الكتابات النفسية المنحرفة!!

الكتابات النفسية المنحرفة!!

مشكلة الأمة الحقيقية والجوهرية في نخبها , وأخص منهم المفكرين والفلاسفة والمثقفين بأنواعهم , فهم أعداء أمتهم عن قصد أو غير قصد .
نعم مصيبة الأمة وبليتها في نخبها!!
فهم من المفترض أن يكونوا مشاعل تنير دروب الأجيال , وتساهم في صناعة الحاضر والإنطلاق الأروع نحو المستقبل.
وكثيرا ما نقرأ لكتّاب ومفكرين وفلاسفة وإختصاصيين , وخلاصاتها , أنهم يبررون ويسوّغون ويرجمون بالغيب , فيعممون ويسقطون , ويرون بأنهم قد أنجزوا شيئا , ولكل منهم مشروعه المرفوف على أكتاف الإهمال والتغييب , وما عندهم مشروع مشترك له قيمة حضارية.
وعلى ذات الشاكلة نقرأ كتابات تسمى نفسية , لمن يجسبون أنفسهم من الخبراء والعارفين نظريا في هذا الميدان المعقد , وأكثرهم من المتأثرين بنظريات التحليل النفسي , التي طغت على كتابات القرن العشرين , وعفا عليها الزمن وداستها سنابك العلم المنير.
كتابات يمكن القول عنها إنشائية بحتة , لا تعتمد على أدلة وبراهين موضوعية ذات قيمة معرفية , وتحاول خداع القارئ بأنها حلّت عقدة هذه المشكلة أو الموقف والحالة , وتبرر وتفسر وتعزز رسوخها ونكرانها , وتزيد من آثارها السلبية والتداعيات الناجمة عنها.
ولا تخرج معظمها من تخريف الإزدواجية , وما يتصل بها من أوهام وهذيانات تسمى معرفية ونفسية.
إن الذين يكتبون إنشاءً نفسيا عليهم أن يحترموا القارئ , وإسناد ما يكتبونه على حقائق علمية , بدلا من النظر في حالة ما وتعميمها على الأمة.
فالأمة المبتلاة بنخبها لا تختلف عن غيرها , فالبشر هو البشر , والأمة بمجموع أفرادها , وليست خيالا وتوهما , فتجد العديد من أبنائها وكأنها ليست أمتهم , فيتحدثون عنها بتعالي وسلبية وعدوانية كامنة , ولا يستطيعون تقديم حل لأبسط مشاكلها , وعندما تواجههم يقولون أن دورنا التفسير وحسب , وأي تفسير هذا العاجز عن الوصول إلى نظرية ذات قيمة تطبيقية , وقدرة على صناعة الحياة الأفضل؟!!
فهل من إنصاف للكلمة وإحترام للعلم؟!!