25 نوفمبر، 2024 9:18 ص
Search
Close this search box.

القهر بالكهرباء!!

عالمنا المفجوع بالجالسين على كراسي التحكم بالمصائر والثروات , والمذعنين لأوامر المصالح والمشاريع والتطلعات المرسومة بعناية المفترسين , يبدو مضحكا ومخجلا ومبكيا في وقت واحد.
وكأن القائمين على الأمور يعيشون خارج العصر , ويدسون رؤوسهم في رمال الغابرات , ولا يعرفون سوى النواح على الأجداث ونبش القبور.
وتجدهم في مهزلة المخازي والهوان المرير , الذي لا يستحون من تكراره والعمل بموجبه , حتى صار الحال على أسوأ ما يمكنه أن يكون ويتجسد في عالمٍ بلا حياء.
وبعض مجتمعاتنا لا تزال تتكلم عن أزمة الكهرباء على مدى أكثر من ربع قرن وما عرفت لها حلا أو مخرجا , فأية حكومات هذه التي لا تستطيع حل مشكلة الكهرباء في البلاد على مدى عقود متواليات.
الكهرباء التي صارت المجتمعات تصنعها من الرياح وضوء الشمس والحركة بأنواعها , فالطاقة الكهربائية يمكن إستخراجها من العديد من المصادر المتوفرة بكثرة في بلداننا , التي يعجز فيها المسؤولون عن توفير الكهرباء للناس المشويين بالحرارة العالية والبرد الشديد.
الكهرباء فائضة عن حاجة الصين والهند والدول الكثيفة السكان , وهي تعز في بلاد العرب أوطاني , ويتم إستخدامها لقهر البشر وحكمهم , فالحرمان من الكهرباء وسيلة لقمع الناس والتحكم بهم وتعذيبهم وتلويعهم ودفعهم إلى ما لا تحمد عقباه.
فلا يوجد تفسير مقنع للحرمان من الكهرباء إلا إستخدامها وسيلة للحكم والظلم , ومصادرة حقوق الناس والنيل منهم ومنعهم من الهناءة والسعادة والشعور بطعم الحياة , بل أنها من وسائل تهجير البشر من ديارهم.
وإلا لماذا لا يتم إستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية , ولماذا لا يُستثمر بطاقة الرياح وغيرها من مصادر توليد الكهرباء في بلدانا؟
لماذا لا يتم تحويل طاقة الشمس الوفيرة الفياضة إلى طاقة كهربائية يتنعم بها الناس أجمعين؟
إن الكهرباء متوفرة لكن المشكلة في إستخدامها لأغراض سياسية وتدميرية للبشر وفقا لما هو مطلوب ومرسوم , فالمجتمع العربي يتوجب عليه العناء والحرمان والحكم بالحاجات , لكي تتحقق المصالح والأجندات التي يقوم بتنفيذها أبناء المجتمعات العربية الأشاوس , المدججين بقدرات أسيادهم والقائمين على إدامة وجودهم في سدة الظلم والإستهتار بحقوق الناس المساكين.
فهل من هبة إنسانية وطنية لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات