18 ديسمبر، 2024 5:56 م

الفوضى قبل التغيير

الفوضى قبل التغيير

لست واثقاً مما يحدث الآن في نهايته لصالح المشروع الوطني ,أقولها بصراحة أن الشعب في واد والمشروع الوطني في وادٍ آخر. نظرة سريعة لواقع مجتمعنا العراقي ندرك خطورة الفتن كيف يستقبلها عامّة النّاس ويتلاقفونها في ظل غياب النّخب الوطنية الحقيقية. هناك نخب مزيفة من الانتهازيين الفاشلين ولو بُحث أمر شهاداتهم العليا كم منهم قد حصل عليها وفق الشروط الاكاديمية لطلبة الدراسات العليا.الأمر الثاني أن القنوات الفضائية تشترك في أبشع جرائم التضليل والتشويش على الجيل الذي نشأ بعد العام 2003. هذه أسباب أساسية تكمن في جوهر المعاناة لماذا لايوجد أفق مفتوح للتغيير الوطني. لقد حاولنا في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق أن نبذل أقصى مالدينا من جهد مادي وشخصي ومعنوي لايصال رسائلنا الفكرية الى المتلقين داخل وخارج العراق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل حصار إعلامي خانق من فضائيات العملية السياسية الفاشلة، تمخضّت عن انفتاح جيد رغم أنه لايرتقي الى مستوى الطموح ولكن مقارنة مع حجم الجريمة المنظّمة من قبل الأحزاب الحاكمة وجوكريتهم لكننا نستطيع القول أننا قد حققنا نجاحا جيداً في الاستقطاب وهناك مراهنة رائعة على الجبهة الوطنية للتغيير في العراق عندما تتوفر الظروف المناسبة. هنا أود أن أحفّز شباب وقوى الثورة الوطنية بالحذر من الاستدراج او الوقوع في فخ الأوهام من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. مراقبة المشهد وتحليل فصوله وشخصياته مع البحث في سيرتهم الذاتية مهم جدا للقراءة الواعية.
إن مرتكزات التغيير الوطني تنطلق من قوى الشعب في الداخل والخارج دون تفرقة أو نفس تمييزي فليس من المعقول مثلا أن من كان معارضا للنظام السابق وبقي على مبادئه الوطنية حتى هذه اللحظة ولم يشارك العملية السياسية في أي فصل من فصولها ليس من المعقول ان لايكون لدينا امتداد في الداخل. هذا خلاف المنطق. بمعنى ونقولها بوضوح نحن نعمل كمعارضة حقيقية ممتدة في جذورها مع من يتوافقون معنا في الرؤى تجاه ماحدث عام 2003 والظروف السياسية والاقتصادية المؤثرتين اجتماعيا قبل العام 2003. لذلك الوعي السياسي والتثقيف الوطني هما من تلك المرتكزات لقوى الشعب فهي تمثل المناعة الذاتية ضد كل اغراءات السلطة ومنافعها.لأن هذه المناعة تجعلك اولا عزيزا وثابتا في رؤيتك ومواقفك وكذلك تراهن على مشروعك الوطني وليس الاقليمي والدولي في عملية التغيير وهنا ستكون جهود الجبهة الوطنية للتغيير في العراق ممن نملك المساحة الدولية الحرة في الحركة والخطاب لنُشكّل القوة المؤثرة في عملية التغيير.التنظيم الداخلي الصامد مع التنظيم الخارج المؤثر يشكلان عاملا مهماً في التأثير والتغيير. نحن لانسعى الى الفوضى التي تسعى الى إحداثها بعض قوى المعارضة والانتهازيين في المنطقة الخضراء هؤلاء لايكترثون لدماء العراقيين طالما أنهم يحققون أهدافهم سواء وصلوا اليها ام لا المهم لديهم زعزعة الوضع الأمني ربما من خلاله يحققون بعض المكاسب ممن يتنازلون عنها في المنطقة الخضراء ، المعادلة الآن مرتبكة جداً ولذلك الحكمة مطلوبة والتأني في التحليل واتخاذ أي قرار قد يندم عليه أصحاب الهم الوطني. تذكروا أن إيران لن تترك العراق فهو رئتها وشريانها الى المنطقة واستنزافه للخضوع تماما ولهذا تنتهج سيناريوهات متعددة ومختلفة تفوق كل تصور لأي محلل. نحن لها باذن الله والخيرين من أبناء وطننا الحبيب.