18 ديسمبر، 2024 6:46 م

الخرّاقة: المُمزِّقة
مصطلح الفوضى الخلاقة لم يكن جديدا , بل إنطلق للعلانية في مطلع القرن الحادي والعشرين , وكان العمل بموجبه في السر ونتائجه في العلن , وفاتحة التعبير العلني عنه , فيما جرى للعراق عام (2003) , فوضِعَ الدستور المتوافق معها.
أي أن الفوضى الخلاقة صار التعبير عنها بدستور وقوانين , ولديها أحزاب وفئات ومجاميع تترجمها بعنفوان شديد.
وإستوفت شروطها العملية الدامية المدمرة للألفة المجتمعية , وإجهازها على معاني الوطن والمواطنة والوطنية.
وكانت تتمثل فيما يمكن توصيفه بالفوضى الخلاقة الناعمة , وهي آلية تفاعلية إنطلقت بهدوء منذ منتصف القرن العشرين , فأوهمت الأقلام أن عليها ممارسة حرية الإبداع , وتثور على مرتكزاتها الإبداعية الأصيلة , وتكون تابعا مخلصا للإبداع الأجنبي , فانطلقت دعوات التجديد والحداثة وما بعدها.
وبموجب ذلك أصيبت الأمة بفوضى الإبداع , وإنقطاع التواصل بين الجذور والأغصان , وصارت العديد من التوجهات والأساليب دخيلة , ويتحقق تسويقها إعلاميا وصناعة رموزها الضروريين لإدامة الفوضى الفكرية.
وما جاءت به إضطرابات وتحمس للهدم والإمحاق , وإعتبار الأصيل منبوذا , والدخيل قوة تنفع العصر وتديم آليات الإنطلاق الأبعد نحو المجهول.
فساهم الإبداع الفوضوي بتأهيل النفوس , وتعزيز الفوضى الشاملة وتمييع الحالات , وإسقاط المسؤولية وتدمير الذات والموضوع , وإخراج الأمة من كينونتها الإنسانية , وتحويلها إلى عالة على الآخرين.
وأصبحت الأقلام تتراكض خلف إبداع الدول المتقدمة , وكل يحسب أنه إمام المبدعين.
وكل قلم عليها فان , والساجر والمسجور في تنور الإمتهان!!