22 نوفمبر، 2024 9:07 م
Search
Close this search box.

الفزعة والفزاعة!!

الفزعة: تجمع عدد من الأشخاص للإغاثة , وهي في الأغلب كلمة عامية ويقال :”جئنا فزّاعة” , “فِزَعنا له” أي أغثناه.
الفزّاعة: من الفزع أي الخوف , وهي للتنفير , فبعضهم يضع هيأة بشر في المزرعة ليُفزع الطيور ويجعلها تبتعد عن حقله.
الفزعة تدل على التعاون والتضامن والقوة لرد ما يصيب الآخر من سوء وعدوان , وهي سلوك متعارف عليه في المجتمعات لتأكيد القوة والعزة والكرامة , فالجميع يفزع أي يهب لنجدة الموقف القائم والذي فيه تهديد لشخص أو مجموعة أشخاص , وربما قرية أو مدينة , أو أي خطر يداهم الحياة.
فالفزعة سلوك إيجابي بقائي يرسم المصير ويؤكد ضرورات التعبير عن الإقتدار البشري المتفاعل , الساعي للثبات والصمود والإنتصار على غوائل الأيام.
والفزّاعة سلوك سلبي يدفع للتشظي والتنافر والعداء المؤدي إلى الوجيع والخسران , وبعض المجتمعات تجعل من الكراسي فزّاعات متأهبة لطرد المواطنين وقهرهم وتهجيرهم , لكي تنفرد بالغنائم وتتمكن من التعبير الأقصى عن الفساد والإستهتار بحقوق الإنسان.
وعندما تتحول الكراسي إلى فزاعات في أي مجتمع , فأن الحياة ستتكدر والأيام ستتعثر , والبشر سيتعادى ويتكسّر ,و بالآضاليل والأوهام سيتدثر.
وبين الفزعة والفزاعة تفاعلات تستوجبها ضرورات البقاء والنماء , فكلما زاد عدد الفزّاعات ذوى إقتدار المجتمعات , وكلما تأكد سلوك الفزعة نالت المجتمعات العزة والرفعة.
ولكي نكون علينا أن نتعلم سلوك الفزعة ونستثمر فيه ونطوره , لنصنع مجتمعا متسابكا (من السبيكة) منيعا على المخترقين والطامعين الداعين إلى صناعة الفزّاعات الكفيلة بتحقيق مصالحهم السوداء.
فالفزعة إعتصام براية والفزّاعة تحطيم لراية , والرسل والأنبياء والمصلحون والمفكرون يدعون إلى التآزر والتعاون والتفازع , ويحذرون الإنفزاع والعمل على صناعة ما يؤذي الوجود والحياة.
فلماذا لا نفزع لمحق وجود الفزّاعات والقضاء على البيئة الكفيلة بحضانتها وتعزيز دورها في تدمير إرادة المجتمع والنيل من الوطن والإنسان؟!!

أحدث المقالات