25 نوفمبر، 2024 2:39 م
Search
Close this search box.

الفرصةُ الاخيرةُ بعدَ إنحدارِ التيار

الفرصةُ الاخيرةُ بعدَ إنحدارِ التيار

لا شك أن التيار الصدري يمثل شريحة واسعة في المجتمع…
وقد مرَّ التيار بظروف عصيبة ومراحل تأريخية وإبتلاءات نوعية وإنتكاسات وغيرها…
مما يستدعي من الباحث المنصف من داخل التيار أو خارجه تسليط الضوء على الوضع الحالي للتيار ونحن نعيش في أواخر عام ٢٠١٩
لأن الأمر يتطلب التحليل الموضوعي بعيداً عن المجاملات واسترضاء العواطف!!
والذي يهون الخطب أن التيار ليس تيارا سريا وكذلك ليس بذلك التعقيد الذي يحتاج إلى خبرة عظيمة لأجل فك شفراته….
بل على العكس من ذلك فإن التيار وخصوصا على مستوى السواد الأعظم من ابناءه يغلب عليهم السذاجة في التفكير والعاطفة الزائدة…
مع أفول ذلك التوهج الذي أشعله السيد الشهيد محمد الصدر في نفوس أبناء التيار ، هذا التوهج العاطفي نحو الإيمان والعدالة بدأ يخفت بالتدريج إلى حد الانعدام والاضمحلال…
رغم الجهود العظيمة التي بذلها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر…
وأهم أسباب ذلك (والاسباب عديدة) ما صرّح به زعيم التيار بنفسه حيث قال وهو في صدد المقارنة بينه وبين والده الشهيد محمد الصدر (( أين الثرى من الثريا؟))
ولكنه مع ذلك لم يبخل بأي جهد في سبيل الحفاظ على ذلك التوهج العاطفي…
والآن انا لست بصدد الوقوف على ما يبدو لي من أسباب خفوت هذا التوهج !
بل أريد بهذه السطور العابرة أن أعترف بشيء لابد من الاعتراف به بقلب شجاع لا تأخذه في الله لومة لائم…
أن التيار الصدري بأفضل مفاصله والتي هي قواعده الشعبية قد خسر الكثير من مقوماته التي كان يتميز بها عن الاخرين…
إذ الوعي قد تغير وتبدل إلى نقيضه!!
فضلا عن الإيمان والشعور بإهمية العدالة…
بل أستطيع القول أن هوية التيار الصدري مُسخت تماما وتحولت إلى مجرد حزب كبير يحتاج إلى الإعلان الرسمي بالرغم من أن التيار مازال يمتلك زعيما حقيقيا فذا قلما يوجد نظير له في عالم الزعامات والقيادات…
أنا قلت أن أفضل مفاصل التيار ( القواعد الشعبية) قد تغير نحو الأسوأ ناهيك عن المفاصل الاخرى والتي سقطت منذ البداية وأقصد بهم النخب القيادية والسياسية..
إن الكثير منهم قد إنشق من التيار وأستبدل محمد الصدر بغيره!
بل أستبدل محمد الصدر بنقيضه…
والذي بقي منهم إما يقف على طابور الانتظار أي طابور الانشقاق ريثما تتوفر الفرصة الجيدة في سوق العرض والطلب السياسي القذر!
وإما البعض الآخر فهو لا يقف في هذا الطابور بل هو عبارة عن آفة فساد تنسج خيوطها وشبكاتها لتكوّن لوبيات متآلفة تارة ومتصارعة تارة أخرى بحسب المصالح الفاسدة !
ولم يقف زعيم التيار مكتوف اليدين رغم وحدته الرهيبة فقد كان يقف بحكمة ضد هذا الوضع المتردي رغم قلة الناصر الحقيقي…
والذي يُحسب لزعيم التيار الصدري أنه نجح في تحقيق بعض الأهداف النوعية رغم هذا التردي المتزايد…
ومع ذلك فإن زعيم التيار مهما يكن لديه من إخلاص ووعي لكنه أيضا يحتاج إلى نقد موضوعي من قبل أصحاب الخبرة والبصائر وقليل ما هم !!!
وهو في غنى عن المديح والغلو كما هو واضح من خلال شجبه واستنكاره المتكرر…
والسؤال الذي ينبغي طرحه هل مازالت الفرصة سانحة لكي يصحو أبناء التيار من هذه الغيبوبة وهذا الانحدار الخطير؟
أم أن الاوان قد فات ولا أمل في إصلاح ما يمكن إصلاحه؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات