18 ديسمبر، 2024 8:12 م

الفاسدون…وحكم …الدولة…؟

الفاسدون…وحكم …الدولة…؟

“…ان لا أريدُ الا الأصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله …عليه توكلت وأليه أنيب ، هود 88”.
القرآن ليس كلام قديم..بل هو كِتاب معاصر لكل جديد …نصه ثابت ومحتواه متحرك…شرط ان يخضع للتأويل العلمي لا للتفسير الفقهي القديم..لذا يجب ملاحظة الدقة المتناهية في صياغة أفكاره وتقديمها للناس كنصٍ واضح مبين، كما ارادها له الخالق العظيم.. لا كما حاولت وتحاول مؤسسة الدين التي حولته الى مذاهب شتى ..وعتمت على ما فيه من جوانب الاصلاح والتطوير..
لقد حاول قادة حزب الدعوة منذ البداية وحينما كانوا يترددون على واشنطن مركز القراربأسم المعارضة العراقية..ونحن كنا هناك ،ان يفلسفوا حقوق الوطن والمواطنين بطريقة فريدة ومقبولة لاقناع الناس بأن التغيير السياسي القادم سيكون لهم ، وليس لمن يقودون.وان ظلم النظام السابق يجب ان يزول لتحل محله دولة الديمقراطية والقانون..
هكذا كانوا يأتون زرافات ووحدانا الى مركز دار السلام في فرجينيا الذي تبنته جماعة الدعوويين قبل عام 2003. حتى تيقن القاصي والداني والكثير من المثقفين بأنهم سيكونون خير سلف لباطل سابق اذاق العراقيين سوء العذاب وانتهاك القانون..لكن النتائج كانت عكس ما كانوا يقولون وينادون..فكنا نحن الضحية وهم المتمتعون ..كانوا جملة من الباطلين الأفاكين من سراق المال العام وفُساد الوطن والمواطنين فلا تصدقوهم اليوم أبداً وما يقولون…لقد تبين بعد التغيير لم يكن لهم منهج ولا اسلوب
2
حكم ولا قيم مقدسة تدير امور الوطن والمواطنين..بل هم من فقدوا هذه القيم واشاعوا نظريات
الفساد بأعتبارها شطارة على المواطنين ،فسقطت قدسية النضال عنهم ..فأصبحوا بكلماتهم وما كانوا يقولون كمن بتوجهاته سلب نعمة وجلب نقمة على الناس دون مسئولية ضمير.
لقد وضحت الملامح العامة للتغيير منذ البدابة حين تركوا كل ماكانوا ينادون به ، وأتجهو ا نحو التدميروسرقة المال العام ومناصب التغيير..وسرعان ما تلقف الاعداء حكم الوطن وحولوه الى تخريب. ولا عتب فقد ظهر ان من يدعون قادة لحزب الدعوة كانوا في غالبيتهم من الغرباء ومن غير العراقيين المغلفين بغلاف االجنسية العراقية والدين..لذا لا عذر لهم لانهم كانوا طغاة حاقدين كالمغول في نهاية عهد العباسيين.. ..
لو كانوا مخلصين حقاً.. لأنطلقوا من بنية الدستور والقانون.لان هدف التغيير يدور حول البنية الاساسية للوطن والمواطنين لا لتغيير الحاكمين ..وأكتشاف القوانين التي تنظم العلاقة بين المواطن والوطن بروح العدل والحق دون الباطل اللعين….فلم تكن وحدة الكلمة والحقوق هي الاساس كما كانوا يدعون ويروجون حين أبتعدوا كلهم دون أستثناء عن المسار التطوري لوحدة الحقوق والقانون..بل كان في رؤوسهم الباطل والتفريق بين المواطنين..ولا عتب عليهم فقد كان في رؤوسهم كل حقد لئيم…
أن اول عمل خياني ارتكبوه قادة المعارضة هو الخنوع للمحتل دون اعتراض من قانون،وهذا ما أتفقوا عليه في مؤتمر لندن عام 2002.. وليس كما كانونا يدعون بوطنية الوطن والقانون ..وهذا ما عبر عنه الحاكم الأمريكي بريمر حين قال( كلهم جاؤا يسئلون بعد التغيير مباشرة عن الامتيازات لا عن حقوق الوطن والمواطنين،انظر كتابه سنتان في بغداد) لتتاكد ان كل القادة من هؤلاء بشيعتهم وسَنتهم وأكرادهم وقومياتهم الاخر..
3
كلهم كانوا خونة وباعة اوطان من المجرمين..الذين لا وطن لهم ولا أخلاق ولا دين.
ان اول خيانة ارتكبت هي تاسيس مجلس الحكم من 25 رئيساً.. وهي بداية للمحاصصة وتجسيد فُرقة المواطنين ومن كان معهم في الادارة والتغيير…حين خصصوا لأنفسهم رواتب بالملايين دون الشعب ، بمدة لا تزيد عن الشهر مستمرة لهم ولحماياتهم والمقربين الى ابد الأبدين – ولا زالوا الى اليوم يقبضون..منهم الهارب من الوطن غازي الياور و24 من الأخرين ( سَم وزهر مُر عليهم ان شاء الله ) وهذه اول خيانة مالية ارتكبت بحق الوطن والمواطنين..وبعد ان وقعوا امام الغريب المعتدي دون دراية بما يملكه الوطن من اسلحة التدمير.. ان الله سينتقم من كل الخائنين ….لأن الله لايقبل خيانة الاوطان وتسليمها للمحتلين، “أنظر الآية 43 من سورة التوبة “.. لترى اليقين .
والخيانة الثانية.. بقبول حل الجيش العراقي العظيم صاحب القوة الضاربة ليُستبدل بالمرتزقة ومليشيات التخريب والتدمير..وبذلك اضعفوا قوة الوطن ولم يعد له مكانة بين دول الاخرين، ليأخذوا ثأر الشرقيين من العراقيين..
وخيانتهم الثالثة في المحاصصة وكتابة دستور ناقص فصلوه على مقاساتهم حينما اعلنوا نظرية الأجتثاث وطبقوها على الأخرين من غير الشيعة والأكراد .فأجتثوا كل من عمل مع النظام السابق بغض النظر عن المسئولية في التخريب..واستثنوا كل المجرمين والقتلة من شيعتهم واكرادهم فشقوا المجتمع الى نصفين لغرض البعثرة والتدمير.. وبعد ان ثبتوا المادة 140 الناقصة في الدستور، ليمكنوا الاكراد من المطالبات اللاقانونية في ارض الوطن ، كما اليوم ترونهم وهم عاجزون عن الوقوف بوجه الأكراد المعتدين..

4
ثم بدأت عمليات التخريب الكبرى حين تهاونوا مع مفاوضات الحدود والآبار النفطية بحجة الأبار المشتركة ومكنوا الخونة الذين باعوا البعض بالكل من أمثال هوشيار زيباري ، وحسين الشهرستاني لبيع الثوابت الوطنية بالفساد والرشوة ومحاباة..-دون مسائلة من قانون- لكردستان وايران الامل القادم الكبير..فأعطيت حدود العراق واراضيه ونفطه للمجاورين دون مسئولية من قانون..هؤلاء المجرمون ومن ساندهم .. يجب ان يقدموا لمحكمة التاريخ..
والخيانة الرابعة حين مكنوا الأكراد من وزارة الخارجية القلب النابض للوطن، حتى كَرد زيباري وزارة الخارجية وادخل فيها كل الاغبياء ومزوري الشهادات –بأعترافه وبكتاب رسمي منشور- واصبحت وزارة الخارجية بركة مائية نته يغرف منها كل الخونة اوالمارقين..حين عين السفراء والقناصل والموظفين الكبارمن الأكراد الآميين.. ومنحوا الامتيازات التي بعثرت خزينة الدولة دون ان يسجلوا اصلاحا واحدا بحق الوطن والمواطنين ،حتى اصبحنا اسوء دولة في العالم..كما يصفها قانون التقييم للامم المتحدة دون ان يستحوا او يرف لهم جفن من عيب اوقانون ..وهذا من حقهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..
ولا غرابة أيضاً لانهم اصلا هم من فاقدي القيم والغيرة على العراقيين ..لأنهم غرباء لا يعترفون بالعراق.حتى لو سألت كرديا عن وطنه قال لك انا من كردستان ويأبى ان يقول انا من العراق والعراقيين….ولكن لازال المسئول العراقي الجبان حين يتحدث في التلفزيون يقول :الاخوة الكرد ولم اسمع لفظة واحدة من الاكراد يقولون فيها نحن من الاخوة العراقيين..جبن وضعف وخنوع الى ابعد الحدود..تاريخ اسود لقادة الشيعة على مر الزمن ،هؤلاء لا يستحقون حكم الوطن..؟
ان كل ما يواجهه العراق اليوم من مصائب وفقر وقتول هو من صنع الحاكمين الذين منحوا الاكراد فوق ما يستحقون مالا وسلطة دون بديل..لا 5
بل اصبح الكردي من ذوات الدم الأزرق بين العراقيين..تصور بشمركة مجرم يقتل استاذا جامعيا واخر يقتل مديرا لمؤسسة وفي قلب بغداد ولا احد يعرف عنهم اين هم الآن ولم يقدموا لحكمة القانون..وكأننا اصبحنا نعيش في دولة الأفشين..ورئيسهم الكبير صامت صمت القبور…وحراسه هم القاتلون؟
من سلم الموصل والانبار وصلاح الدين للدواعش الانذال ..هم ام غيرهم..؟اين تقرير احتلال الموصل .. ولماذا اخفاه رئيس المجلس النيابي المخترق للمادة 18 رابعا من الدستور دون معرفة حقيقة التدمير.. ومئات الملفات للفساد في دواليبه ولا زالت عيونهم الوقحة تتكلم بالاصلاح والتطوير..لكن لا عتب على من فقد مقاييس القيم وغيرة العراقيين..
وهكذا اصبحت.. .الوظيفة لهم ولأتباعهم..والامتيازات لهم ،وشركات البلطجة لهم..حتى اصبحوا قشامر دول الجوار التي أغتنت على حساب العراقيين..بمجرد توفير الرشوة والقصر والمنصب والجنس للمتعطشين له …وهي عاداتهم المنحطة منذ القديم..؟
هؤلاء الذين يلطمون على الحسين (ع) اليوم ويقيمون الشعائر ما دروا ان اجدادهم هم الذين قتلوا الحسين وابيه وكل المخلصين عَمالة للأمويين (انظر تاريخ الطبري).الكذابون الدجالون الذين يمقتهم اهل البيت والمصلحين،فأهل البيت لا يشرفهم الناكثون بالوطن وحقوق المواطنين.أهل البيت لم يقبلوا الحُكم لأنهم فوق السلطة بل مراقبين عليها من خيانة الخائنين.ولو كانوا سلطويين لقبلها جدهم الأمام جعفر الصادق وأبنه البار موسى بن جعفر(ع) من العباسيين..

6
على المخلصين من النواب القلة ان يقدموا قانونا عاما جديدا لانتخابات عامة يلغي المقسم الانتخابي الباطل والتعيين والتبديل ،وان يضعوا قوانين عامة للأنتخابات – منتخب واحد لناخب واحد- وحسب المحافظات والمناطق كي تصلح لكل المواطنين دون تفريق من مذهب او دين..وان توضع للقوانين سقف زمني للتعديل الزمني لتماشي التطور الزمني في التغيير.
وأول ما يجب عمله الغاء قوانين العشائر المتخلف والفصل والدية فهي قوانين عفا عليها الزمن ونحن في القرن الحادي والعشرين.وأرجاع قوانين الاحوال الشخصية الذي وضعها المخلص عبدالكريم قاسم لازاحة التفريق بين المرأة والرجل لحماية الاسرة من قوانين الذكورية التي كتبها وشجعها من اصحاب نظريات وما ملكت ايمانهم والمشعوذين من رجال الدين .وان يكون القانون مكتوبا بكلمة واحدة مفردة تدل على معناها الذي وضعت له دون تأويل..لحفظ حقوق المواطنين وعدم تمكين الفقهاء والقضاة من التلاعب بالقوانين كما يحدث اليوم.
وعلى كل المسئولين.. عودة النازحين الى مناطقهم والتعويض لهم من اموالهم المسروقة من قبل الحاكمين ،وفتح المعابر ورفع الحواجز وتطبيق القوانين في دوائر الدولة لأنهاء مرحلة المترهلين.فالعراقي صاحب الحضارة اصبح اليوم بحكمهم من المتخلفين والمعوزين ، الا هم وابناؤهم المترفين حيث قصور لندن وباريس وعمان ودبي وبيروت وملاهي المجون..والبارحة كانوا يعيبون على الحكام السابقين..
ان هذا المشروع لا ينفذ الا باسقاط كل من اساء واستغل من الحاكمين وتقديمهم لمحكة القانون لاسترداد كل ما سرقوه من اموال المواطنين..واخراجهم من سجن الباستيل المظلم عليهم أن شاء الله ،، ولا يتحقق هذا الحال الا باسقاطهم في الانتخابات القادمة وعزلهم عن سلطة الدولة والقانون..فالحل بيدكم ايها الموطنون..
7
على من يحكمون اليوم من الخونة وسارقي الوطن والمال العام ان يفهموا ان العراق ليس ملكا لهم ولأولادهم والمقربين ..والحق يقول :”…اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ،النساء 4 ) وهو أمرُ وليس خيارا في هذا او ذاك ، وليس الحكم بما تشاؤون ايها الفاسدون ، أنتم واولادكم النزق الهاربون في الدول الاجنبية والمسخرة لهم السفارات والبعثات دون ضوابط القانون..وان يحاسبوا الفضائيين وكل من اخذ الرواتب التقاعدية ،فأنت مسئؤل امام الله والقانون غدا يارئيس هيئة المتقاعدين بالباطل دون ان يكون له تواجدا في عراق المظلومين .والغاء كل القوانين التي وضعت لمصلحة الطائفيين من خونة المذاهب والدين..
أما الاصلاح فيبدأ من المدرسة والجامعة والمنهج وأختيار الأكفاء من التدريسيين المخلصين ..بعد ان تخلف العراقي واصبح فاقدا لوعي الحقووالقوانين والتطوير .. حتى اصبح المواطن العادي والمثقف بشخصيتين .. مرتبك بين القانون المدني والعشائرية المتخلفة التي ابتلى بها مجتمع العراقيين ..
ويجب ان يلتفت للناحية الصحية في الوطن وازاحة مسئولي الصحة من السراق والمتخلفين الحاليين امثال الوزيرة عديلة حمود واخوتها المسئولين على زمام الامور وترك المواطنين يموتون مرضا .. والذين لا ذمة لهم ولا ضمير..كما شاهدناهم في استجوابات النواب الشرفاء المستجوبين.
كل شيء في العراق اصابه التدمير من القاعدة الى القمة..فلا يمكن ان يحدث هذا صدفة لتقصير..وأنما كان عملا متعمدا في التدمير..فالاصلاح يجب ان يكون عاما وشاملاً ولاتمكنوا هؤلاء القتلة يقتلونكم وانتم احياء ايها العراقيون… بعد ان اصبحت اجيالكم مهددة بالمرض والفقر والعوز في مستقبل الوطن المستباح منهم..واليوم كل واحد منهم يعترف على جرائم الاخر-أنظر أعترافات صولاغ على المالكي في اليوتوب- .وغدا يهربون.
8
والحق يقول :”..يوم تشهد عليهم ألسنتهم وايديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون،النور 24″.
أخي المواطن :
لا يوجد مستحيل أمام من يحاول..فأطلب الحق ايها المواطن المظلوم وان قل..؟ وليكن لك ثبات وعزم وصبر على السيف والقلم ..ولا تكن لُغزا مُحيرا ملفوفا بالغموض.كما في حكامك اليوم..
بفضل هذا المنهج القويم سيساهم القانون في سحب السلطة من ايديهم لتتخلص من المستهترين الخونة حكام المنطقة الجرباء الحاليين.. لا بارك الله فيهم ولا منحهم قوة الحاكمين..
أخي المواطن..أستحلفك ان تنظر الى وجوههم كيف اسودت وأنقلبت الى ما تشبه ال…..هكذا مصير الظالمين. وغداً سينتصر العراق الحبيب على كل الخونة والمتخاذلين.برجاله الغر الميامين وبكفاءاته ورجولته التي اذاقت داعش مر الزمن وستذيق من سلم الوطن لداعش غداَ…بأذن الله العزيز القدير..