17 نوفمبر، 2024 2:43 م
Search
Close this search box.

الغَفَل الوطني!!

الغقل: عدم الإنتباه إلى ما يجب الإنتباه إليه.
الأوطان يمتلكها الطامعون بها بواسطة المُغفلين من أبنائها , ولا تقدر القِوى إمتلاك أي بلد من غير جهد المغفلين الذين يعبّدون لها دروب الإنقضاض عليه وإفتراسه.
ويبدو أن بعض المجتمعات أصبح الدين من أهم أساليب تغفيلها , وتفريقها وتدمير جوهر لحمتها وسبيكة كيانها , لتتحول إلى عصف مأكول , تتكالب عليه غربان السوء والبغضاء والإنتقام , ومولدات الأحقاد والكراهيات , والساعون إلى سفك الدماء , والفتك بالبلاد والعباد.
فلا توجد وسيلة أسهل وأقوى من الدين للتغفيل والتدمير , فالدين سيف ذو حدين , فأما يصلح أو يطلح , فيكون صالحا ومُصلحا عندما يمثله العلماء الحقيقيون بالدين , والذين يتقون ربهم , ويخشون الظلم والفساد وإنتهاك الحرمات , ولا يتجاوزون على حقوق ربهم وعباده قيد أنملة.
ويكون الدين طالحا عندما يدّعيه الظالمون الطامعون , ويتخذونه تجارة لتمرير رغباتهم ونزعات نفوسهم الأمّارة بالسوء.
ويبدو أن البشر لديه ميول أقل نحو الفضيلة , مما يساهم في مسيرة التداعيات الوخيمة , والحروب المستديمة , والمظالم العظيمة , والخطايا والآثام الأليمة.
فالمعضلة الكبرى أن المغفلين سيتحولون إلى موجودات بلا إرادة وقدرة على العمل الحر , ويأنسون بالتبعية والخنوع والسمع والطاعة , لمَن يساهم بتعزيز غفلتهم , وترويضهم ليكونوا أداته فينجز بها ما يريد من التطلعات التي لا تنفعهم.
والمجتمعات المُغفلة تعيش في دوامة الفساد والفوضى , والتداعيات السلبية القاهرة للحياة الحرة الكريمة , وتستلطف الفقر والجوع والحرمان والذل والهوان , لأنها متوهمة من شدة غفلتها بأن ذلك بطاقتها لدخول جنات النعيم الموعودة بها.
وإن لم تستفق المجتمعات من غفلتها , فلن تبصر نور الحياة وتتذوق طعم الكرامة والحرية والحقوق الإنسانية!!
فهل من يقظة وثورة عقل منير؟!!

أحدث المقالات