كُلما تزورنا مُصيبة تدعو أخواتها، حفلة مصائب والناي جناب الرئيس، وأوجاعنا ترقص وتغازل الناي، كثعبان السيرك تتلوى مِن فرط الوفاء..
خزينة حكام العراق كصندوق الطائرة الأسود؛ لكنه صندوق المصائب الأسوء، ما أن وقعنا بمشكلة حتى أكتشفنا مئات.. أكبر منها وأعظم.
ليس مستغرباً ولا مستبعداً، التدخل العسكري التركي في العراق، فالأتراك مشكورين على وضوحهم بدعم داعش والتطرف، ما يؤدي بالتالي تأييدهم لقتل العراقيين، بصورة واحدة ومباشرة لكن بالوساطة.
الغريب؛ هو ما ظهر بعد مصيبة الغزو، فأنقرة دافعت عن موقفها بتذكيرنا بالأتفاقيات السابقة..!
أيُ سابقة ومتى؟! تلك ما يهمنا فهمها والتقصي عنها، فقد تبين إن لدى تركيا أتفاقية مع صدام حسين، تسمح لها بملاحقة المقاتلين الكُرد الأتراك، داخل الحدود العراقية!
هذه الأتفاقية القديمة، جُددت بنفس الصياغة عام ٢٠٠٧، في ولاية المالكي الإولى، ومن كلا الرئيسين لم نفهم ماذا يستفيد العراق من هذه الاتفاقية!
السيادة موضوعٌ أخر يرتبط بسؤال؛ هل العراق حالياً يصلح لتسميته دولة؟!
مؤكد إن الدول قائمة بمؤسساتها، وهو مانفقده في العراق، الوصف الملائم لحالته هو؛ حدود وهمية تضم مجموعة من الأنتفاعيين، مقابل قلة وطنية لا تجد دعماً كافياً من الشعب، في ضل العويل الطائفي لمجموعة الإنتفاعيين أعلاه!
الكلام الآن لتركيا المظلومة؛ تقول.. أننا دخلنا ضمن أتفاقيات تسمح لنا بالدخول، أما سبب دخولنا هو حماية المدربين العسكريين الأتراك!
سادتي الأحبة؛ هذا ليس أمراً مغموراً ونكشفه مع أننا كشعب، لم نكن نعلم به سابقاً، لكن ما علينا كشفه هو، يُدربون مَن؟ وبعلم مَن؟!
الأتراك يدربون جماعات تابعة لأثيل النجيفي، الذي من المفروض أنه محافظ مُقال بسبب؛ تورطه بحادثة سقوط الموصل بيد داعش! هذه الجماعات تحظى بدعم مالي من الحكومة العراقية! لكنها تفاجأت بوجود مدربين أتراك!
دولة؟! لا نزال نفكر أننا دولة؟! الدولة التي يوقع فيها رئيس أتفاقية، لا تعود بأي منفعة تذكر لبلده، لا يصح أن نسميها دولة.
الدولة التي ينتخب شعبها مثل ذو الولايتين، ليكرر خطأ الهدام بتوقيعه المعاهدة، لا يمكن أن تُعتبر دولة.
دولة تدعم من باع ارضها بثمنٍ بخس، وتنتظر منه تحريرها من جديد، في وقتٍ يقف القضاء عاجزاً أمام إدانته، من المخجل تسميتها دولة.
لا نعلم اصلاً ماسبب التسويف بتحرير الموصل؟! ألا يعلم ساستنا الأشاوس إن التأريخ يسجل ضعفنا تجاه الأزمة، وإن أطالة فترة الإحتلال الداعشي تسبب خسائر بشرية ومالية كبرى!
وقّع صدام وجدد المالكي ودعم العبادي أثيل، ونحن نرقص للناي الذي يبهرنا بشعاراته، بزيفه وكذبه وخذلانه وخيانته، وعلى صوت الناي يمكننا أن نغني؛ الغزو التركي شرعي، غير الشرعي هو تمتعنا بمثل هذه الحفنة من الحكام، سنبقى نرقص ويطربون مصائب لا تأتي فرادى، من صدام إلى الحالي مصيبة تلو أخرى.