23 ديسمبر، 2024 8:01 ص

عكمَ المتاع يَعْكُمه عَكْما: شدّه بثوب , وهو أن يبسطه ويجعل فيه المتاع ويشده وحينئذ يُسمى عِكْماً.
عُكُوم: جمع عِكْم
العِكام: ما يُعكم به
إعتكم الشيئ: تراكم
العِكم: الثوب والعِدل ما دام فيهما المتاع.
عكَّمَتِ الدابة: سمنت

ويبدو أن وصف بعض الحكومات بالعكومة ربما يكون مناسبا لِما تقوم به من سلوكيات العِكام.

فالعكومة , أعضاؤها بمسمياتهم وعناوينهم همهم العكم , فالواحد منهم , يضع في “عِدله” أو “حُرجه” أو “عِبّه” ما يستطيعه من المال والممتلكات , ويشدها بحبل قوته وحاشيته , ويمضي في سبيله ولا يعنيه من أمر المواطنين شيئا.

فناعور العكومات يدور في بعض المجتمعات , وهي مترعة بما يحلو لها وتشتهيه من أسباب الثراء والرخاء والإستحواذ على حقوق الناس وأموالهم ومصيرهم , ولا هدف عندها غير ” التحويش” والتراكم والتكديس للمال في بنوك الدنيا , والمواطن مقهور مُستضام , وتوهم نفسها بأنها حكومة.

وتصبح هذه المجتمعات أمام تحدي كبير عندما تحاول الإنتقال من العكومة إلى الحكومة , وهو بحد ذاته معضلة خطيرة وقاهرة , لأن سلوك الذين يعكمون قد إستشرى , وعكمت أحوالهم وتأسدت وتسيّدت , وما عاد من الممكن إقناعهم بأن المجتمع يحتاج لحكومة.

ومن هنا فأن الإعتماد على حكومة في هكذا حالة أشبه بأحلام يقظة , وهذيانات ظهيرة حارة تتماوج يها أطياف السراب , فالواقع قد إعتاد على العكومة التي أوجدت دويلات الطوائف الأحزاب والفئات , ولا يمكن في هذه الظروف المستفحلة والإستنقاعات المريرة إستيعاب فكرة حكومة.

وعليه فلا بد من وعي الحقيقة الواقعية القاسية، أن هذه المجتمعات لا يمكنها أن تعيش في ظل حكومة تفكر بمصالح المواطنين وسيادة الوطن وعزته وكرامته , والغيرة على ثرواته والعمل على تقدمه وبنائه ومعاصرته , وإنما هي مسميات منهمكة بذاتها وموضوعها , وبما تجنيه من سرقات وتمارسه من فساد وتنشره من إفساد , لكي تغنم ما تصل إليه أياديها , وليحترق أهل البلاد وينشغلون ببعضهم وبتوفير حاجاتهم التي يجب حكمهم بالحرمان منها.

ولهذا فأن العكومة تعيش في صومعة محروسة , وقد أُعكِمَت بوسائل العكم النارية القوية الرادعة , فهل وجدتم حكومة في مجتمعات مظلومة؟!!

فقل عكومة ولا تقل حكومة!!