السائد في تصريحات مَن يمثلون الحكومة أنهم يعرفون ويحرّفون , ويعلنونها في نهاية الأمر بأنهم لا يستطيعون فعل شيئ , وتتعجب من طرحهم , لأنه يثير سؤالا كبيرا مفاده “مَن الذي له اليد الطويلة في الأمر؟”.
فالمتابع لخطب المعممين وأحاديثهم , ولقادة الأحزاب والفئات بأنواعها , وللإقلام الناطقة بمناهجهم ورؤاهم , يمكنه أن يكتشف بأنهم يشتركون بكونهم يشخصون الحالة ولا يعالجونها , ويرمون باللائمة على المجهول , أو يحسبونه ضمير مستتر تقديره هو.
فعلى مدى سنوات والناطقون بإسم الحكومة يتبجحون بالكلام عن الفساد والفاسدين , وهم في نعيمهم يتمتعون , والفساد يتنامى , وما سمعنا بمعاقبة فاسد واحد , فالأمر مجرد أقوال , ولا يمكن التأكيد على الأفعال التي تتوافق مع الكلام , وكأنهم يوظفون الخطب والتصريحات لحقن الناس بالمخدرات , وتدويخهم بالدين وما يتصل به من تخريجات لتحقيق منافعهم الشخصية ورغباتهم المفلوتة.
مما يرجح أن ما يطرحونه أكاذيب ونفاق وتفاعلات تضليلية وتمويهية , للإستحواذ على المزيد من حقوق الناس وتأكيد النهب والسلب , وسفك الدماء الممنهج والمبرر بفتاوى أباليس العمائم واللحى والطرر.
وهذا يعني أن البلاد محكومة بقوة خارجية تملي عليهم إرادتها وتقرر مصيرهم , ولا يمكنهم أن يتفاعلوا بوطنية وإخلاص وغيرة على مصالح الوطن , لأنهم كالرهائن المنفذة لأوامر الذي أوقعهم في زنزانة الإرتهان.
ويبدو أن الجميع مصادر الإرادة ومغلول السلوك , وعليه أن يتحول إلى دمية تتحرك وفقا لمشيئة اللاعب بها , والذي يقرر حركاتها ورقصاتها وكيف تستجيب للمنبهات والتطورات الخارجية من حولها.
وقد أكدت الأحداث أن قوة إقليمة مهيمنة على الواقع المنهوك بالحرمان من أبسط مفردات حقوق الإنسان , وهذه القوة لا يعنيها سوى مصالحها وتحويل البلاد إلى ميدان للمنازلة بينها وبين ما تسميهم أعداءها , والخاسر هو العرب أرضا وشعبا , والرابح هي وأعداؤها , والدين هو الوسيلة السهلة القابلة للتجنيد والتحشيد لصالح مطامعها ورؤيتها التوسعية , المقرونة بما يساهم في التدمير الشامل للأرض العربية والإنسان , وهذا يتعارض تماما مع لشعاراتها المطروحة وخطبها المكرورة.
فهل للبلاد من سيادة وقيادة ذات قدرة على إمتلاك حق تقرير المصير؟!!