بعض الكتاب والصحفيين والمفكرين والمثقفين العرب , أخذوا يعزفون إسطوانة أن لا قيمة للعمران دون بناء الإنسان , وما طرحوا على أنفسهم سؤال: كيف يُبنى الإنسان؟!
وهم كعادتهم يتخيلون ويتصورون ويكتبون بمداد السراب ويتغرغرون بالأوهام!!
فهل وجدتم إنسانا يُبنى في العشوائيات , وفي أحط الأماكن وأقلها خدمة لحاجات البشر؟
أيها السادة المحترمون إنكم تهذربون!!
فالعمران من ضرورات بناء الإنسان وإعلاء قيمته وشأنه , وإشعاره بإنسانيته ودوره في صناعة الحياة بحاضرها ومستقبلها , وبدون العمران لا يتحقق بناء الإنسان , مهما أمعنا في الهذيان.
ألا تساءلتم لماذا الدول القوية المعاصرة ذات عمران متطور؟
ألا نظرتم إلى الصين التي كانت بلا عمران , وكيف شيدته وبه بنت المواطن , بعد أن أكسبته الثقة بنفسه وعقله , وأشعرته بأنه إنسان!!
دولة عربية ذات قيادة تسعى للبناء وإقامة المشاريع العملاقة , وقد نجحت وقدمت قدوة تستحق التواصل معها والإقتداء بها , وإذا بالذين يسمون أنفسهم نخبا , يخرجون علينا بشعار يناء الإنسان لا العمران , وكأنهم يحاربون تلك الدولة المتعافية من ويلاتها وقعودها , ويريدونها أن تبني الإنسان ولا يقولون لها كيف يتحقق ذلك , المهم عبارة بناء الإنسان , وكأنه ماكنة أو آلة يمكن صناعتها بواسطة مهندسين وتقنيين.
يا سادة يا كرام , الإنسان يُبنى بتفاعله مع بيئته ومعطياتها , فهو مرآتها وهي مرآته , يرى نفسه فيها وتعيش فيه , فهل تريدون القول بأن الصبي الذي يتعلم في مدرسة بائسة تفتقر لأبسط مقومات المدرسة , كالذي يتعلم في مدرسة ذات عمران معاصر , إن الأول سيكون مترعا بالأفكار السلبية والمشاعر الدونية , ومسكون باليأس والإبلاس والوجيع والعجز , والثاني مشحون بالطاقات النفسية الإيحابية , ولديه عزم وقوة وإقتدار , وإيمان بحاضره ومستقبله.
إن بناء الإنسان بحاجة لعمران , وبدونه لا تتحدثون عن بناء أي إنسان!!
فتحية إكبار وإجلال للدولة التي تهتم بالعمران , وتوفر مستلزمات الحياة الحرة الكريمة للمواطنين , فبالعمران ستبني الإنسان المُعافى من الأدران!