صار العربي رقما على يسار رقم الوجود الصاخب , فلا قيمة ولا معنى له , فهو رقم من الأرقام الباهتة المهملة , التي لا تعني البشرية ولا تستأهل أي نظرة أو إهتمام.
مئات يقتلون كل يوم وما هم إلا أرقام!!
حكوماتهم تقتلهم , جيوشهم تقتلهم , طائراتهم تقتلهم , والجوع يقتلهم , والقهر يحصدهم , والتعذيب طعامهم في السجون والمعتقلات , وأقبية المخابرات والأمن والعصابات , والفئات والأحزاب والكراسي المؤزرة بأعداء الوطن والإنسان العربي في كل مكان.
والعرب حكومات وأحزاب وكراسي وعمائم يتفاخرون بكم يقتلون من العرب كل يوم , والعالم يضحك عليهم ويمدهم بالسلاح الذي يفتكون به أبناء جلدتهم.
نعم إن العرب أرقام , وهذا خيارهم وفخرهم ومصيرهم , الذي شيدوه بإرادة التبعية والخنوع والهوان المقيم , والإعتماد على غيرهم في طعامهم وملبسهم ودوائهم وسلاحهم ووسائط نقلهم , وكل ما يمت للحياة بصلة لا ناقة لهم به ولا جمل , وإنما إرتضوا أن يكونوا عالة وأكثر على الآخرين , الذين يستثمرون في ذلك ويمتصون رحيق وجودهم ويصادرون ثرواتهم وعقولهم , وحكوماتهم لا يعنيها من الأمر شيئا , فالأرقام قابلة للطرح والقسمة , وممنوع على العرب التفكير بالجمع والضرب , لأنهم من المفعول بهم وفيهم , وهم يستلطفون دور التبعية والخنوع اللذيذ.
العرب أرقام , فهل وجدتم حكومة أخذتها الغيرة والحمية على مقتل أبناء دولتها؟!!
هل وجدتم كرسيا ثار على قهر وفقر وحرمان أبناء دولته؟!!
هل سمعتم بكرسي طالب بحقوق إبن دولته الذي تم قتله أو قهره في مجتمع آخر؟!!
الكراسي تتفاخر بكم قتلت من العرب , ودمرت وخربت من ديارهم , والأمثلة الواضحة أمامكم في العراق وسوريا واليمن وليبيا , فلا قيمة للعربي ولا معنى لوجوده , وبكل بساطة يمكنك أن تسميه بمسمى يبيح قتله فتفتك به وبعائلته , وتتباهى بأنك قد أنجزت عملا بطوليا يدعو للفخر والتكريم.
فكم من العرب قتلَ العرب؟!!
وكم من أبناء مواطنيها قتلت كراسي العرب؟!!
وكم من الإعدامات والتصفيات تجري كل يوم في ديار العرب؟!!
فالعرب ألد أعداء العرب , ويستحضرون أعداء العرب للنيل من العرب!!
فلا قيمة للعرب والكراسي ضد العرب؟!!
فالعرب أرقام وإمامهم الصراع والخصام , والعربي يعيش مُهانا مُستضاما ليبقى الحكام!!