18 ديسمبر، 2024 9:39 م

العراق اليوم

1

العراق باق

مثل علي

مثل الحسين

رغم محاولات الامبريالية والفاشية

كاع الطف تبقى قبلة الاحرار

يتخثر بارود صواريخهم قنابلهم على تراب هذا الجنوب

هذا الجنوب جنة الثوار له سيد وشعلة

 

2

متى يموت العراق

حين يموت علي ويموت الحسين

حين ينشف دم العباس

حين تجف دموع فاطمة

وحين يتلاشى نبض زينب من المجالس

الامبريالية والفاشية لهما افكار وممارسات خاصة بهما

يمكنهما صناعة الطبقية المقنعة في جميع المجالات

وصياغة الكراريس للانظمة الجشعة

العراق العظيم خارج هذه الحسبة الى يوم النفخ في الصور

 

 

3

ذاكرتي مليئة بالتجاعيد والثقوب

القراءة والكتابة اتعبت نخاع طفل شباط

لكن لم انسى ابي العظيم

اتذكر الهوامش الفواصل الصفحات من الالف الى الياء

منها

كلما سمع ابي العظيم اسم العراق بكى كالصبي الضائع في مولد

قطرات وراء قطرات تنهمر تدور في مكان لا منبع فيه ولا مصب

كان قارئا ورديا ورحالا في فكر وفلسفة هذا البلد

ورثت منه حب العراق ورثت منه البكاء حين اسمع اسم العراق

يبه وينك

 

 

4

العراق اليوم

صحيفة يومية ورقية نشرت لي الكثير من الشعر والنصوص الفكرية

كنت اتابعها بشكل منظم اقرأ اسرار الاخبار وخفايا الاعمدة

احتفظ بالاعداد التي نشرت كتاباتي الصفحة الاولى مع الصفحة التي فيها بصمة حرفي بصيغة PDF

ونسخ كاملة حصلت عليها من رف المكتبة

من قرأ هذه الجريدة وكتب فيها وجد على صفحتها الاولى هذه الكلمات

تمت للعراق دائما وابدا

حين احن للسطور التي كتبتها في تلك الايام

اقلب اوراق الصحيفة

قبل ان ابدأ

يسارا يسارا يسارا

اقول للعراق اليوم

تمت للعراق دائما وابدا

وامضي لليسار لليسار

 

5

كانت لي خالة اسمها مريم

رحلت عن عالمنا وانا في سن المراهقة

تخرجت من جامعة السليمانية تزوجت وسافرت مع زوجها

وهو خريج احدى جامعات موسكو في الاتحاد السوفيتي الى البصرة واستقرت هناك في القرية الجامعية

زرتها في البصرة رأيت البحر وام قصر واسماك الشط

عادت في التسعينيات

واستقرت في بيتنا كانت مريضة بسرطان الثدي رغم استئصال الورم

لم تنجو وفقدت امي التي انتظرتها كثيرا

بيضاء كثلج برى سيلى شعر قصير كتوت ريبار عيون خضراء سولافية شامة ساحرة على خدها

كانت تحضر لي الهدايا وتعطيني الكثير من الحنان

ابي العظيم كان يعاملها باحترام شديد وتقدير لا مثيل له

احتفظ بصورة شمسية لها وصورة تحمل طفل شباط في عيد ميلاد ثمانيني

لقبتني برجل المهمات الصعبة

لأنني كنت دائم الحركة في البيت وانفذ كل ما تقوله لي بشكل صحيح

منذ صغري انا وسواس نظام ولي عيون مفنجلة بما يخص التفاصيل

من قصصها

سافرت مع زوجها في رحلة سياحية الى احدى الدول

مر شاب بجانبها يتحدث اللهجة العراقية

حاول ان يتحرش لفظيا بها

صرخت في وجهه

لك اني عراقية

اعتذر الشاب واختفى في الزحام

يمه وداعتج

يبقى عين العراق مضموم