23 ديسمبر، 2024 2:58 ص

العراق .. الوضع الراهن يزدادُ سخونةً!

العراق .. الوضع الراهن يزدادُ سخونةً!

لعلّها مشيئة الأقدار , ونتاج السياسات الفاشلة لهذه الحكومات المتعاقبة الفاشلة , ولا نجرّد الأمر من افرازات الأحتلال الذي امسى صديقاً حلال , أن تتزامن وتلتقي كلّ عناصر سخونة الوضع الراهن الذي لا تنقصه الحرارة اصلاً .!

فمنْ جهةٍ تشهد البلاد احتمال اقتطاع جزءٍ عزيزٍ وغالٍ من الوطن في استفتاءٍ تقف خلفه اهدافٌ مبيّته , وخارج العواطف والتطلعات الكردية الجماهيرية , ولسنا هنا بصدد الإسترسال في ذلك .

لايمكن الجزم ولا التخمين استباقيّاً في نتائج زيارة وزير الدفاع الامريكي الجنرال ” جيمس ماتيس ” في زيارته الى اربيل يوم امس الأول ولقائه بالسيد البرزاني , لتأكيد الطلب الأمريكي المعلن بألغاء الأستفتاء , ويتأتّى النظر الى هذا الأمر من زوايا النظر التالية : –

1 \ التصريحات الرسمية الأمريكية ” خلال الأسبوعين الماضيين ” بمعارضتها للأستفتاء , لم يكن لها تأثير على الموقف المتشدد للسيد البرزاني .!

2 \ الأتصالات والمراسلات المكتوبة الموجهة من السفارة الأمريكية في بغداد الى قيادة الأقليم , ولقاءات القنصل الأمريكي في اربيل غير ” المعلنة ” بالسيد مسعود البرزاني لثنيه عن الغاء او تأجيل الأستفتاء , بدا أنها لم تجدِ نفعاً ايضاً .

3 \ واذا ما صحّ ذلك فعلاً , واضطرار امريكا لإرسال وزير دفاعها لمقابلة رئيس الأقليم < ونكرّر هنا ما ذكرناه سابقاً > بأستحالة أن يرفض البرزاني الطلب الأمريكي الجاد لألغاء الأستفتاء , فذلك لا يمكن تفسيره إلاّ الرضوخ المطلق للأوامر الأمريكية , لكنّ الأعتبارات البروتوكولية والدبلوماسية لحفظ ماء الوجه تتطلّب تأخير الأعلان عن ذلك لبعضٍ من الوقت , وثمّ ايجاد مسوّغٍ ما لتبرير ذلك , ولا يمكننا تأكيد ذلك , فقد يمضي رئيس الأقليم بأجراء الأستفتاء لليونةٍ امريكيةٍ مفترضة بهذا الشأن .

زاوية النظر الأخرى تتمثّل بأنّ زيارة رئيس الأركان الأيراني اللواء باقري الى انقرة ” منذ نحو اسبوع ” ولقائه برئيس الأركان التركية الجنرال خلوصي آكاي كانت قصيرةً واسفرت عن توافقاتٍ سريعةٍ بشأن دخولٍ متزامن لقوات ايرانية وتركية الى شمال العراق وذلك لمواجهة حزب العمال التركي الكردستاني , وأحد احزاب المعارضة الكردية الأيرانية , مع ضرورة الأخذ بالنظر للأعتبارات التالية : –

– إنّ كلا الحزبين الكرديين الأيراني والتركي يتواجدان في داخل الأراضي العراقية او الأقليم منذ وقتٍ طويل , لكنّ التصدّي لهما في هذا التوقيت له ما له من دلالات .!

– من الطبيعي أن لا يمكن للقاءاتٍ مشتركة بين الجنرالين التركي والأيراني أن تتم لولا أن سبقتها اتصالات ومحادثات سياسية وسريّة مسبقة .

– وايضاً من الطبيعي أنّ الجنرالين المذكورين لم ولا يذكرا الى مسافةٍ او عمق ستتوغلّ قواتهما في شمال العراق .!

– المحصّلة المستحصلة لدخول هذه الجيوش هي للضغط الحيوي لمنع وقوع الأستفتاء , إنما يبدو أنّ القيادة البرزانية ووسط حماسها لم تدرك أبعاد هذه الرسالة الأيرانية – التركية والتي من إحدى ابعادها غير المرئية هو مدى ضمان خروج هذه القوات من شمال العراق , وفي الوقت الذي تتكالب قوى دولية واقليمية اخرى لتغرز انيابها داخل التراب العراقي , فاحدى تلكّنّ الأنياب هي القواعد الأمريكية الجديدة والقديمة في هذا البلد .!

زاوية النظر الأخرى التي نضطرّ بها لإختزال هذا المقال , هي الأنفتاح العربي – الخليجي على العراق والمدعوم اقتصادياً , وهو ما تعارضه معظم احزاب الأسلام السياسي الحاكمة , حتى لو لم تعلن ذلك في الإعلام .!