في الحقيقة أنَّ العنوانَ في اعلاه هو عنوانٌ تمهيدي وكمشهّياتٍ او مقبَلاتٍ سياسية تفتقد النكهة واللون والطعم , لما هو اضخم .! فهذا الإستبعاد والذي كأنّه استعباد , فإنّه يشمل ايضا استبعاد الحكومة الحالية وعزلها عمّا يجري من حولها بشأن السياسة الخارجية والعلاقات الدولية للبلاد , ودونما ايّ إستبعادٍ للإستبعاد الأول ” في العنوان ” رغم جسامته وحجمه النوعي والكمّي .! وغير ذلك ايضاً .
منذُ نحوِ 3 أيامٍ , بلغت مسامع الجمهور أنّ السيد فالح الفياض – رئيس هيأة الحشد الشعبي قد حطَّ الرحال في موسكو , وجرى لقاءٌ او اجتماعٌ بينه وبين وكيل وزارة الخارجية الروسية , وربما مؤدّى ذلك اللقاء قد جرى بسبب أنّ السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية كان في طريقه الى مملكة البحرين للقاء وزراء خارجية دول الخليج لإجراء مباحثاتٍ معمقة حول تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية , ثُمّ بعد ذلك وبوقتٍ قصير , جرى إبلاغٌ مقتضب للقنوات والمواقع الإخبارية عن اجتماع آخرٍ حصلَ بين السيد هادي العامري والسفير الروسي في بغداد , وظلّ الجمهور العراقي المتابع في حالةِ ضربٍ مُبرح بينَ اخماسٍ بأسداس , وأسداسٍ بأخماس .!
كان ذلك الضرب يتمحور ويدور حول نفسه حولَ : –
A \ ما دَور وزارة الخارجية العراقية في تلكما الإجتماعات واللقاءات غير الرسمية من الجانب العراقي , ولماذا على هذه الوزارة أن تلتزم الصمت المطبق وكأنّه صمتٌ مكمّم تجاه ذلك , ومن المعيب القول الذي يؤسف له , بأنّ هذه الوزارة قد باتت او غدت وكأنّها ” طرطور ” وبما يُحزن من عدم لياقة التعبير او التوصيف اضطراراً ..
B \ على الرغم من أنّ قادة الأحزاب والتنظيمات ادرى بشعابهم من سواهم , وإذ هم بحاجةٍ ماسّةٍ لكسبِ ايّ دعمٍ اوتأييدٍ جماهيري ” ضَعُفتْ نسبته عمّا كان من قبل ومهما كان قليلاً او اكثر ” , لكنّ هؤلاء السادة تجاوزوا الجمهور في تنويره عن لقاءاتهم مع الرفاق الرّوس وجعلوه في قلب زاوية الإبهام المعتمة .! , أمّا الإدّعاء او محاولة الإدّعاء بأنّ اجتماعاتهم كانت لبحث تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية , فإنّهم أبعد الأطراف والجهات عن ذلك , لكن هذا التعتيم عن تفاصيل تلكُنَّ المباحثات , ربّما اضطّر الخارجية العراقية ” مُكرهةً ” أن تلوذ بالصمت – ربما – !
C \ بعيداً وابتعاداً ” الى حدٍّ ما ” عمّا إندرجَ في الأسطر اعلاه < حتى لو كان من زاوية السفسطة الإعلامية افتراضاً .! > فالمحلّلون السياسيون العراقيون , الذين فاضت وضاقت بهم او بمعظمهم شاشات الفضائيات العراقية ” لعدم وجود سواهم ممّن لا يبتغون توريط انفسهم في هذه التداعيات المتداخلة مع بعضها البعض , فَلَمْ يتمكّنوا ” من الزاوية التحليلية ” من تفسير او تحليل ولا حتى تفكيك معطيات إطلاق 6 من صواريخ غراد وليس كاتيوشا على محيط قاعدة ” عين الأسد ” الجوية المشتركة عراقياً وامريكياً , في هذا التزامن الظرفي غير العَفوي مع مجريات لقاءاتٍ حزبيةٍ عراقيةٍ – روسيّةٍ , خارج وبعيداً عن مكنونات الدولة العراقية الآنيّة .!
D \ الشارع العراقي العريض والمليء بالمطبّات والإنكسارات الهندسية وما عكسها .! وسيّما سياسياً واجتماعياً , وكأنّه قد جرى تجريده ” بخططٍ مرسومةٍ ” من قُدُرات الإستيعاب الفكري – السيكولوجي والسوسيولوجي لما يجري من استحداثٍ وتحديثٍ للمعوقات , وتلكَ واحدة فقط من متطلّبات اللعبة السياسة التي يجري تنفيذها بدقّة على صعيد العراق والمنطقة العربية , إنّما هيهات لما تتجاوزه هذه العقول , وبالمعقول , على الأقلّ .! , ايضاً واذا ماصدقت السوشيال ميديا بما يجري تمريره اليها , فَ < ليتَ ولعلّ وعسى > أن لا يغدو ما يجري التبشير له ” سلباً او ايجاباً ” بما يتقاطع مع متطلبات الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية للعراقيين , والتي وأدت مسبقاً الطموحات والتطلّعات .!