23 ديسمبر، 2024 2:42 م

العراقيين بين العهد الملكي وعصر الديمقراطية..

العراقيين بين العهد الملكي وعصر الديمقراطية..

في مثل هذا اليوم وفي عام 1958 ميلادية قام نخبة من الضباط في الجيش العراقي بانقلاب عسكري اطلقوا عليه اسم ثورة تموز الغاية من انقلابهم في حينها تغيير النظام الملكي الى نظام جمهوري ووضع دستور جديد للبلاد ومن خلال هذه الثورة قاموا بقتل الملك وعائلته وكل من له ارتباط بالقصر الملكي ومازالت عادة العراقيون يتلذذون بقتل رؤسائهم بين فترة واخرى وسوف تبقى هكذا حالات عالقة في رؤوسهم الى يوم يبعثون من جديد وهناك سوف نعرف من هو الظالم ومن هو المظلوم…
وما ان استلم اصحاب الثورة الجديدة والذين اطلقوا على انفسهم الضباط الاحرار حتى بدأت الخلافات فيما بينهم وبدا التنافس واضح على كرسي السلطة ومن هنا جاء الانشقاق بين هؤلاء الضباط لتولد بعد خمس سنوات ثورة جديدة اخرى اطلقوا عليها ثورة التصحيح والقضاء على النظام الدكتاتوري وبذلك تتحول السلطة من الزعيم عبد الكريم قاسم الى الزعيم عبد السلام عارف الذي قام على الفور بقتل صديقه عبد الكريم قاسم وكل من شارك معه في الراي بقيادة الدولة في حينها ولم تمضي ثلاثة سنوات اخرى حتى تم تدبير حادث طائره تسبب بقتل الزعيم عبد السلام عارف ليتسلم السلطة من بعده شقيقه الفريق عبد الرحمن عارف ولم تمضي سنتان على استلامه للسلطة حتى جاءت ثوره تموز الثانية بانقلاب آخر في عام 1968
واستمرت حكومة هذا النظام لحين التغيير الاخير بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 واحتلالها للعراق.. والتي عينت حاكم مدني من قبلها واعلن عن نظام حكم جديد ويكون منهاجه ونظامه ديمقراطي وقاموا بتثبيت احزاب جديدة وقد شاركت هذه الاحزاب في العملية السياسية الجديدة والواضح ان اغلب هذه الاحزاب تميل الى الطابع الديني وتطلق على نفسها احزاب إسلامية ومازال التنافس والصراعات فيما بينها قائم ايضا على كرسي السلطة الى كتابة هذه المقالة بعد تسعة عشر عام من استلامهم قيادة الدولة… وهنا يأتي السؤال الذي اذهل العالم جميعاً.
متى يرضى العراقيين بقادة دولهم سواء كانوا ملوك اوجمهوريين وسواء كانوا احزاب علمانية او احزاب دينية؟؟ وهل باستطاعتهم ترك عملية القتل لقادتهم وشحط جثثهم في الشوارع عند تمكنهم منهم ام انها اصبحت صفة عامة وتسري في دمائهم؟؟؟… ومتى ينتهي مسلسل القتل والثورات والدم في العراق؟؟؟ ومتى يعرف العالم ما يريده ابناء الشعب العراقي من نوعية نظام الحكم سواء ملكي او جمهوري؟؟… ديمقراطي ام دكتاتوري؟؟؟ نظام برلماني ام نظام رئاسي…. لقد اذهل العالم بكل دوله وشعوبه من الغموض الذي يهيمن على الشارع العراقي واصبحت آراء العراقيين بكل قومياتهم ومعتقداتهم مختلفة فيما بينهم… فتشاهدهم يصفقون للملك والرئيس والمسؤول وبحرارة وما ان تميل به عجلة الزمن الا وخرجوا بمظاهرات تطالب بإعدامه وقتله وما ان تنتهي حقبة زمنية من حكومة عراقية في العراق حتى وجدتهم يحتفلون برحيلها… ومازال قطار العراقيين يسير وتسير معه من كل الجوانب الثورات والمظاهرات ولانعرف متى ومن يستطيع ارضاء هذا الشعب وينتهي مسلسل القتل والشحط والثورات ونهب الدوائر الحكومية والاعتداء على حرمة المال العام..